Page 99 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 99
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
) الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان(..
واستر ّد ع ّمار سكينة نفسه ،ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما ،ولم يعد يلقي له وبالا..
لقد ربح روحه ،وربح ايمانه ..ولقد ضمن القرآن له ھذه الصفقة المباركة ،فليكن بعدئذ ما يكون!!..
وصمد ع ّمار حتى حل الاعياء بجلاديه ،وارت ّدوا أمام اصراره صاغرين!!..
**
استق ّر المسلمون بالمدينة بعد ھجرة رسولھم اليھا ،وأخذ المجتمع الاسلامي ھناك يتش ّكل سريعا،
ويستكمل نفسه..
ووسط ھذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عليّا!!..
كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يحبه حبا ح ّما ،ويباھي أصحابه بايمانه وھديه..
يقول عنه صلى ﷲ عليه وسلم/
:ان ع ّمارا ملئ ايمانا الى مشاشه".
وحين وقع سوء تفاھم بين عمار وخالد بن الوليد ،قال رسول ﷲ ":من عادى عمارا ،عاداه ﷲ ،ومن
أبغض عمارا أبغضه ﷲ"
ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه ،وطامعا في صفحه
الجميل!!..
وحين كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولھم بھا ،ارتجز
الامام علي ك ّرم ﷲ وجھه أنشودة راح يرددھا ويرددھا المسلمون معه ،فيقولون:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يدأب فيھا قائما وقاعدا
ومن يرى عن الغبار حائدا
وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بھا صوته ..وظن أحد أصحابه أن
عمارا يعرض به ،فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى ﷲ عليه وسلم قال:
" ما لھم ولع ّمار..؟
يدعوھم الى الجنة ،ويدعونه الى النار..
ان ع ّمارا جلدة ما بين عين ّي وأنفي"...
واذا أحب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم مسلما الى ھذا الحد ،فلا بد أن يكون ايمانه ،وبلاؤه ،وولاؤه،
وعظمة نفسه ،واستقامة ضميره ونھجه ..قد بلغت المدى ،وانتھت الى ذروة الكمال الميسور!!..
وكذلكم كان عمار..
لقد كال ﷲ له نعمته وھداه بالمكيال الأوفى ،وبلف في درجات الھدى واليقين ما جعل الرسول صلى ﷲ
عليه وسلم يز ّكي ايمانه ،ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول:
" اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ...واھتدوا بھدي ع ّمار"..
99