Page 96 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 96

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                                                 ‫لا أفلح من ندم"‪..‬‬
                     ‫وصعدت الى ﷲ روح من أعظم أرواح البشر‪ ،‬ومن أكثرھا تقى‪ ،‬وتآلقا‪ ،‬واخباتا‪...‬‬

                                          ‫ع ّمار بن ياسر‬
                                        ‫رجل من الجنة‪!!..‬‬

                              ‫لو كان ھناك أناس يولدون في الجنة‪ ،‬ثم يشيبون في رحابھا ويكبرون‪..‬‬
   ‫ثم يجاء بھم الى الرض ليوكون زينة لھا‪ ،‬ونورا‪ ،‬لكان ع ّمار‪ ،‬وأمه سميّة‪ ،‬وأبوه ياسر من ھؤلاء‪!!..‬‬

            ‫ولكن لماذا نقول‪ :‬لو‪ ..‬لماذا مفترض ھذا الاتراض‪ ،‬وقد كان آل ياسر فعلا من أھل الجنة‪..‬؟؟‬
                                  ‫وما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لھم فحسب حين قال‪:‬‬
                                                              ‫" صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة"‪..‬‬
                                               ‫بل كان يقرر حقيقة يعرفھا ويؤكد واقعا يبصره ويراه‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                ‫خرج ياسر والد ع ّمار‪ ،‬من بلده في اليمن يطلب أخا له‪ ،‬ويبحث عنه‪..‬‬
                                    ‫وفي مكة طاب له المقام‪ ،‬فاستوطنھا محالفا أبا حذيفة بن المغيرة‪..‬‬
                                                     ‫وز ّوجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط‪..‬‬
                                                   ‫ومن ھذا الزواج المبارك رزق ﷲ الأبوين عمارا‪..‬‬
                                                 ‫وكان اسلامھم مبكرا‪ ..‬شأن الأبرار الذين ھداھم ﷲ‪..‬‬

                     ‫وشأن الأبرار المب ّكرين أيضا‪ ،‬أخذوا نصيبھم الأوفى من عذاب قريش وأھوالھا‪!!..‬‬
                                                        ‫ولقد كانت قريش تتربّص بالمؤمنين الدوائر‪..‬‬

‫فان كانوا ممن لھم في قومھم شرف ومنعة‪ ،‬تولوھم بالوعيد والتھديد‪ ،‬ويلقى أبو جھل المؤمن منھم‬
‫فيقول له‪ ":‬تركت دين آبائك وھم خير منك‪ ..‬لنسفّھ ّن حلمك‪ ،‬ولنضع ّن شرفك‪ ،‬ولنكسد ّن تجارتك‪،‬‬

                                                ‫ولنھلك ّن مالك" ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية‪.‬‬
                                ‫وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائھا‪ ،‬أو عبيدھا‪ ،‬أصلتھم سعيرا‪.‬‬

                                                                  ‫ولقد كان آل ياسر من ھذا الفريق‪..‬‬
‫ووكل أمر تعذيبھم الى بني مخزوم‪ ،‬يخرجون بھم جميعا‪ ..‬ياسر‪ ،‬سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة‬

                                               ‫الملتھبة‪ ،‬ويصبّون عليھم جحيم العذاب ألوانا وفنونا!!‬

‫ولقد كان نصيب سمية من ذلك العذاب فادحا رھيبا‪ .‬ولن نفيض في الحديث عنھا الآن‪ ..‬فلنا ان شاء ﷲ‬
   ‫مع جلال تضحيتھا‪ ،‬وعظمة ثباتھا لقاء نتحدث عنھا وعن نظيراتھا وأخواتھا في تلك الأيام الخالدات‪..‬‬

‫وليكن حسبنا الآن أن نذكر في غير كبالغة أن سمية الشھيدة وقفت يوم ذاك موقفا يمنح البشرية كلھا من‬
                                              ‫أول الى آخرھا شرفا لا ينفد‪ ،‬وكرامة لا ينصل بھاؤھا‪!..‬‬

                   ‫موقفا جعل منھا أ ّما عظيمة للمؤمنين في كل العصور‪ ..‬وللشرفاء في كل الأزمان‪!!..‬‬

                                                                ‫‪96‬‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101