Page 12 - merit 39 feb 2022
P. 12
العـدد 38 10
فبراير ٢٠٢2
(مثلها مثل أنا -أو) يمكن إرجاعها إلى وفاة والدها، أن تصل إلى درجة القطيعة .وكان السبب الأول
ورغبتها الجنسية المكبوتة .واضطر توماس ،بمجرد لهذا الفتور ،انتحار أوليفييه -شقيق جاك -والذي
كانت حالته النفسية من أهم أسباب ولوج جاك هذا
إدراكه لخطأ شريكه الخطير في تشخيص الحالة، العلم الحديث ،وكان أوليفييه تحت رعاية توماس
إلى إحالتها إلى طبيب جراح ،نجح في إنقاذ حياتها اللصيقة ،إلا أن حالته لم تشهد أي تقدم ،بل أقدم
من خلال عملية جراحية ،فمثلت الحالة الصدع على الانتحار مع سبق الإصرار والترصد.
الأخير في الصداقة بين الرجلين. أما السبب الآخر فكان فشل جاك في تشخيص
أسباب معاناة كاثرينا ،إحدى نزيلات المستشفى،
وكما مثلت الحالات النفسية المعقدة بؤرة حيث أساء تشخيص مرضها العضوي ،الذي كان
اهتمام أكبر أدباء العالم من أمثال شكسبير يتطلب إجراء جراحة عاجلة لها ،مص ًّرا على أنها
ودوستويفسكي وآخرين ،فقد كانت الكاتبة شكاوى مريضة نفسية تعاني من الهيستريا ،لما
فيرجينيا وولف ،الروائية الحداثية في القرن دونه عن تاريخ حالتها ،والذي يقارب كثي ًرا تواريخ
العشرين ،من أوائل من ابتكر أسلوب تيار الوعي، حالات سيجموند فرويد ،والتي اتخذ منها فرويد
لتقفي أثر هذيان العقل البشري في حالة الذهان. أسا ًسا لنظرياته ومنها ًجا لمدرسة التحليل النفسي.
وكانت فيرجينيا وولف -كما هو معلوم -قد وبعد تولي توماس حالة كاثرينا ،سرعان ما تم
عانت الأم َّرين ،من انهيارات عصبية ،وحالات شفائها عن طريق عملية جراحية ،فما لبث أن وقع
من الاكتئاب الشديد ،والرعب من الجنون ،وكان توماس في غرامها ،وتزوج منها ،فكانت سببًا غير
ذلك من الأسباب التي دفعتها للانتحار ،تما ًما
مثل أوليفييه ،الذي يمثل أسا ًسا في رواية «الآثار مباشر للفرقة بين الصديقين.
البشرية» ،وسبتيموس سميث في تحفة وولف يشير خطأ جاك المهني في تشخيص حالة كاثرينا
«السيدة دالواي» ،Mrs. Dallowayالذي ينتهي به نظر ًّيا وعمليًّا ،كما يلمح فوكس ضمنيًّا -وإن لم
المآل إلى الانتحار مثل المؤلفة. يذكر هذا صراحة -إلى وقوعه تحت تأثير رائد
أما فوكس ،فيستخدم تيار الوعي في الحوار الأخير علم النفس التحليلي سيجموند فرويد (-1856
.)1939كان فرويد قد أصدر ،بمشاركة جوزيف
بين أوليفييه وطبيبه المعالج توماس ،الذي يبدي بروير ( ،)1925 -1842كتا ًبا بعنوان «دراسات في
تعاط ًفا حقيقيًّا ،ومحاولة صادقة ،لمشاركة مريضه الهيستيريا» .)1895( Studies on Hysteriaولعل
في المعاناة الفكرية ،إلا أنه يفشل تما ًما ،مدر ًكا حالة حالة أنا -أو الشهيرة ،التي تولى بوير علاجها في
الرعب التي انتابت المريض ،الذي كاد أن يتنبأ أوائل الثمانينيات
من القرن
التاسع عشر،
قد ارتأى فيها
كل من بروير
وفرويد ،أن
الكبت الجنسي
قد يساهم في
خلق اضطرابات
انفعالية
وجسدية.
واعتبر جاك أن
مشاكل كاثرينا