Page 232 - merit 39 feb 2022
P. 232

‫العـدد ‪38‬‬                                ‫‪230‬‬

                                    ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

   ‫بالشيعة ‪-‬بل وبإيران‪ -‬علاقة‬       ‫لحكم ديني قائم على شعار حسن‬                  ‫خاصة لو كان انشقاق فكري‪،‬‬
    ‫ممتازة تصل إلى حد التحالف‬            ‫البنا أن الإسلام دين ودولة‪،‬‬            ‫يجعل الإنسان في مرمى الاتهام‬
   ‫مع ملالي إيران ووكلائهم مثل‬                                                  ‫بالكفر‪ ،‬فالقول إن الإسلام دين‬
     ‫حزب الله‪ ،‬أي ًضا في علاقتهم‬    ‫مصحف وسيف‪ ،‬عقيدة وشريعة‪،‬‬
‫بالقوى العالمية‪ ،‬ستجدها محكومة‬             ‫فهو يربط الدين بالسياسة‬                 ‫وليس دولة‪ ،‬هو كفر وإلحاد‬
    ‫بالبرجماتية السياسية المُغطاه‬                                                ‫عند الإسلاميين جمي ًعا؛ سواء‬
   ‫بغطاء ديني لتبرير الازدواجية‬       ‫رب ًطا مباش ًرا‪ ،‬باعتبار السياسة‬           ‫إسلاميي التنظيمات الإسلامية‬
    ‫في المواقف‪ ،‬فالعلاقة بالاتحاد‬        ‫والحكم والسلطة والاقتصاد‬              ‫أو إسلاميي الدولة وعلى رأسهم‬
‫السوفييتي السابق وروسيا حاليًا‬                                                    ‫الأزهر‪ .‬وربما يكون ما حدث‬
  ‫علاقة محرمة لأنها دولة كافرة‪،‬‬       ‫هى جزء من الدين مثل الصلاة‬
   ‫بينما العلاقة بالولايات المتحدة‬     ‫والصيام والحج‪ ،‬ولكن لأنه لا‬                  ‫للشيخ علي عبد الرازق بعد‬
    ‫وبريطانيا والمانيا حلال لأنها‬     ‫يوجد فقه إسلامي سياسي فقد‬                 ‫صدور كتابه «الإسلام وأصول‬
  ‫دول مؤمنة‪ ،‬في حين أن الحقيقة‬          ‫اعتمد التنظيم ‪-‬وما زال‪ -‬على‬
‫تكمن في مصلحة الجماعة‪ ،‬وليس‬           ‫شعار “الإسلام هو الحل” دون‬                 ‫الحكم» توضي ًحا لهذه الفكرة‪،‬‬
    ‫للأمر علاقة بالكفر والإيمان‪،‬‬     ‫تقديم أى محتوى حقيقي‪ .‬ولذلك‬                  ‫فالشيخ في هذا الكتاب قال ما‬
  ‫خاصة أن الدولة ككيان معنوي‬            ‫لن نجد جماعة الإخوان تتبنى‬                 ‫يعني إن الإسلام دين وليس‬
                                       ‫مذهبًا عقائد ًّيا أو فقهيًّا محد ًدا‪،‬‬    ‫دولة‪ ،‬فكانت النتيجة فصله من‬
     ‫لا يسري عليه وصف الكفر‬             ‫فستجد حسن البنا عض ًوا في‬             ‫الأزهر وسحب درجة العالمية منه‪.‬‬
  ‫والإيمان‪ .‬ببساطة ليس لجماعة‬       ‫لجنة التقريب بين السنة والشيعة‪،‬‬           ‫لهذا يحمل الانشقاق عن الإخوان‬
   ‫الإخوان المسلمين فقه سياسي‬           ‫ولن تجد للحجاب أهمية لدى‬                 ‫كل هذا اللغط‪ ،‬لأنه يحمل تهمة‬
‫ولا فقه ديني‪ ،‬فقط مصالح تسعى‬          ‫الجماعة حتى بداية السبعينيات‬
 ‫لتحقيقها وهدف تسعى للوصول‬             ‫عندما عادوا من الخليج بعد أن‬                   ‫الانشقاق عن الدين ذاته‪.‬‬
                                    ‫تحملوا بالفقه الحنبلي‪ ،‬وحتى بعد‬
                 ‫له وهو ال ُحكم‪.‬‬       ‫أن بدأوا في الاهتمام بالحجاب‬            ‫* هل نستطيع القول إن‬
 ‫وهذا ينطبق على أفكار سيد قطب‬          ‫ستجد إخوانيًّا يقول إن النقاب‬          ‫جماعة الإخوان تقوم على‬
                                         ‫فرض‪ ،‬وستجد من يقول إنه‬
    ‫ذاتها‪ ،‬فهى أفكار لا تحمل من‬       ‫مستحب‪ ،‬بل ستجد من يحارب‬                     ‫(فك ٍر) ما‪ ..‬سواء أكان‬
     ‫الفكر الديني إلا التكفير‪ ،‬ولا‬    ‫النقاب حر ًبا شعواء مثل الشيخ‬               ‫دين ًّيا أو سياس ًّيا؟ هل‬
    ‫تحمل من الفكر السياسي إلا‬           ‫محمد الغزالي‪ ،‬فليس للجماعة‬            ‫تمتلك (رؤية) بخصوص‬
                                       ‫مذهب عقائدي أو فقهي محدد‬                  ‫الأمور المهمة والمركزية‬
‫الإرهاب‪ ،‬بخلاف ذلك فهو لا يقدم‬                                                     ‫في العقيدة والتفسير‬
 ‫أى اجتهادات دينية ولا سياسية‪،‬‬           ‫مثل السلفيين الذين ينتمون‬                 ‫والحكم؟ مع ملاحظة‬
  ‫ولا حتى يتبنى أى فك ٍر ديني أو‬     ‫للمذهب السلفي عقائد ًّيا وللحنبلي‬            ‫أن سيد قطب وأفكاره‬
                                    ‫فقهيًّا‪ ،‬بينما الإخوان ستجد منهم‬           ‫جاءا بعد حوالي ‪ 40‬عا ًما‬
    ‫سياسي قديم‪ ،‬ولذلك كان من‬                                                    ‫من إنشاء الجماعة‪ ،‬وأن‬
    ‫الطبيعي أن تخرج من عباءته‬          ‫الأشعري والماتريدي والسلفي‬                  ‫(تعاليم) حسن البنا‬
   ‫التنظيمات التكفيرية الإرهابية‪.‬‬      ‫عقائد ًّيا‪ ،‬وستجد منهم الحنفي‬           ‫إنشائية أكثر منها فكرية‬

     ‫* هل الفقر الذي بدا‬                 ‫والشافعي والحنبلي والمالكي‬                           ‫أو عقدية‪.‬‬
      ‫واض ًحا في عام حكم‬                   ‫فقهيًّا‪ ،‬وإذا كان السلفيون‬
 ‫جماعة الإخوان لمصر؛ في‬                                                       ‫‪ -‬بالطبع تقوم على فكرة سياسية‬
  ‫القيادة والفكر والتنظيم‬           ‫يعتبرون الصوفية عد ًوا لهم تما ًما‬          ‫تربط السياسة بالدين وتؤسس‬
       ‫والإدارة والعلاقات‬                ‫مثل الشيعة‪ ،‬ستجد الإخوان‬

                                    ‫المسلمين متصالحين مع الصوفية‬
                                          ‫ومنهم من يمارس الطقوس‬

                                       ‫الصوفية‪ ،‬وستجد أن علاقتهم‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237