Page 234 - merit 39 feb 2022
P. 234

‫لون واحد بلا أي فرق؟‬                                          ‫العـدد ‪38‬‬                            ‫‪232‬‬

      ‫‪ -‬لا يوجد أى تمايزات بين‬                                                 ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬         ‫الإسلام والأمة الإسلامية‬
      ‫أعضاء الجماعة‪ ،‬فالكل يتم‬                                                                ‫العظيمة!! وبما أنى كنت لا أزال‬
      ‫صبه في قالب واحد ُيخرج‬           ‫التدليس ولي النصوص والأفكار‬                            ‫فى المدرسة في سنة تانية ثانوي‬
   ‫أفرا ًدا يحملون أفكا ًرا متطابقة‪.‬‬      ‫بل والعلوم من أجل إثبات ما‬                          ‫صدقت هذه الأساطير واندفعت‬
   ‫ما ُيحدث الاختلاف هو طبيعة‬
       ‫الشخصيات ذاتها‪ ،‬فهناك‬             ‫لا يمكن إثباته‪ ،‬أي وجود علوم‬                           ‫للمنافحة عن الإسلام‪ ،‬وكانت‬
  ‫شخص بطبيعته برجماتي عملي‬                  ‫سياسية واقتصاد واجتماع‬                            ‫النتيجة أنى دخلت الإخوان آخر‬
     ‫صارم وربما عنيف‪ ،‬وهؤلاء‬
    ‫توجههم الجماعة للعمل العام‬            ‫وتربية بل وهندسة إسلامية‪.‬‬                                            ‫ثانوية عامة‪.‬‬
  ‫مثل النقابات واتحادات الطلاب‬                ‫هنا انتهيت إلى أن المشكلة‬                        ‫جاء الانشقاق عن الجماعة بعد‬
      ‫والمجالس النيابية ومجالس‬
   ‫الأندية الرياضية والاجتماعية‪.‬‬         ‫ليست مشكلة إدارة التنظيمات‬                               ‫أن بايعت وأصبحت عض ًوا‬
       ‫أما الآخرين الذين تتصف‬             ‫الإسلامية‪ ،‬لكن المشكلة تكمن‬                        ‫عام ًل وبدأت أطلع على المزيد من‬
‫شخصيتهم بالرومانسية والمثالية‬           ‫في الأفكار نفسها‪ ،‬فكان الطلاق‬                       ‫تفاصيل الجماعة وطريقة إدارتها‪،‬‬
‫والهدوء فهؤلاء يعملون في مجال‬
     ‫الدعوة سواء عامة (الخطابة‬                 ‫الأخير بيني وبين الفكر‬                             ‫ووجدت أنها إدارة مستبدة‬
     ‫والدروس الدينية) أو فردية‬                            ‫الإسلاموي‪.‬‬                          ‫متسلطة‪ ،‬ففي الوقت الذي كانت‬
    ‫(تجنيد الأفراد للتنظيم)‪ ،‬وفي‬                                                              ‫الجماعة تطالب السلطة الحاكمة‬
 ‫التربية‪ ،‬أى الإشراف على الأسر‬           ‫ولذلك يختلف رد فعل التنظيم‬
      ‫(الخلايا) الإخوانية‪ .‬لكنهم‬        ‫على الانشقاق‪ ،‬فإذا كان انشقا ًقا‬                       ‫بالديمقراطية والحريات‪ ،‬كانت‬
    ‫جمي ًعا يخدمون أجندة واحدة‬         ‫على التنظيم فقط تظل هناك روح‬                             ‫الديمقراطية ‪-‬أو الشورى كما‬
   ‫وهي انتشار التنظيم والتمكين‬         ‫من المودة الشخصية بين الأفراد‬
‫له في المجتمع وصو ًل إلى السلطة‬                                                                    ‫ُيسموها‪ -‬تغيب تما ًما عن‬
    ‫والحكم‪ .‬والعنف بالنسبة لهم‬             ‫وبين المنشق باعتباره ‪-‬وإن‬                          ‫الجماعة‪ ،‬وقيادة الجماعة تستبد‬
 ‫جمي ًعا هو أحد الوسائل لتحقيق‬            ‫فارق التنظيم‪ -‬ما زال ينتمي‬                         ‫بالأمر تما ًما‪ .‬وهذه كانت مرحلة‬
   ‫أهدافهم‪ ،‬الاختلاف فقط هو في‬            ‫لنفس فكرة شمولية الإسلام‪،‬‬
    ‫علاقة هؤلاء الأفراد بالعنف‪،‬‬        ‫لكن إذا وصل الأمر إلى الانشقاق‬                           ‫الانشقاق التنظيمي مع بقائي‬
‫فهناك من ُي َن ِّظر له‪ ،‬ومن يمارسه‪،‬‬       ‫عن الفكرة ذاتها‪ ،‬يصبح هناك‬                            ‫على الفكر الإخواني القائم على‬
   ‫ومن ُيبرره‪ ،‬ك ٌّل حسب موقعه‬            ‫عداء مفتوح يصل إلى التكفير‪،‬‬                        ‫أن الإسلام دين ودولة‪ ،‬وفي هذه‬
     ‫ووظيفته في الجماعة‪ ،‬لكنهم‬              ‫واستخدامه كنموذج على أن‬                         ‫المرحلة التقيت الكثير من الشيوخ‬
‫جمي ًعا يؤيدون العنف‪ ،‬فهو جهاد‬          ‫الانشقاق عن التنظيم يؤدي إلى‬                         ‫والمفكرين الإسلاميين المستقليين‬
    ‫في سبيل الله‪ ،‬ولهذا يعتبرون‬       ‫الضلال والفسق والفجور والكفر‪.‬‬
 ‫الإرهابي خالد الإسلامبولي قاتل‬                                                                  ‫وعلى رأسهم الشيخ يوسف‬
   ‫السادات «شهي ًدا”‪ ،‬وفي موجة‬          ‫* هل ثمة تمايزات بين‬                                      ‫القرضاوي والدكتور محمد‬
‫إرهاب التسعينيات‪ ،‬رفضوا إدانته‬              ‫أعضاء الجماعة على‬                                ‫عمارة‪ ،‬باعتبارهم قيادات ورموز‬
    ‫واعتبروه رد فعل على إرهاب‬              ‫المستوى الفكري؟ هل‬                                    ‫التيار الإسلامي المستنير‪ ،‬إلا‬
                                                                                              ‫أنني وجدت أنه لا يوجد خلاف‬
                        ‫الدولة‪.‬‬          ‫نستطيع أن نضع خ ًّطا‬                                   ‫جوهري بين هؤلاء المستقلين‬
                                         ‫فاص ًل بين (المتدينين)‬                                ‫وتنظيمات الإسلام السياسي‪.‬‬
                                           ‫ال ُخلَّص والسياسيين‬                              ‫كذلك‪ ،‬في هذه المرحلة انهمكت في‬
                                         ‫الطامحين للحكم مث ًل؟‬                               ‫قراءة التراث الإسلامي وأدبيات‬
                                      ‫وهل هناك إخواني (طيب)‬                                     ‫المعهد العالمي للفكر الإسلامي‬
                                                                                            ‫والمهتم بأسلمة العلوم الاجتماعية‪،‬‬
                                            ‫يرفض العنف وآخر‬                                  ‫مع التركيز على العلوم السياسية‬
                                         ‫(ش ِّرير) يمارس العنف‬                               ‫بحكم تخصصي وعلى الاقتصاد‬
                                         ‫كلما واتته الفرصة؟ أم‬                                    ‫باعتباره التخصص الثاني‪،‬‬
                                       ‫أن جميع أعضاء الجماعة‬                                       ‫فوجدت أن الأمر لا يتعدى‬
   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239