Page 237 - merit 39 feb 2022
P. 237

‫هذا يوضح لنا لماذا لا ُيدين السلفية‬
  ‫والإخوان عمليات القتل التي تمارسها‬
‫التنظيمات الجهادية‪ ،‬فهم بشكل أو بآخر‬
 ‫يتفقون معهم في ضرورة التخلص من‬
 ‫هذا السياسي أو المفكر الذي يرى فيه‬
 ‫هؤلاء عد ًوا لهم ولمشروعهم الإسلامي‪،‬‬
  ‫ولهذا لم يكن غري ًبا أن يشهد الشيخ‬
‫محمد الغزالي لصالح قتلة فرج فودة‪ ،‬ولم‬
  ‫يكن مستغر ًبا أننا في تنظيم الإخوان‬

               ‫فرحنا باغتياله‪.‬‬

                                                                           ‫فرج فودة‬

   ‫وابن تيمية خصو ًصا بشكل‬             ‫أو أى تنظيم إسلامي أخر‪،‬‬                ‫باعتباره معار ًضا لها‪،‬‬
   ‫صحيح‪ ،‬ولهذا سنظل ندور‬             ‫لهذا ما زال الإسلام سياسي‬               ‫أتابع تصريحاته وأقرأ‬
  ‫في دوائر مفرغة من الإرهاب‬           ‫موجو ًدا بقوة داخل المجتمع‬           ‫مقالاته‪ ،‬وأرى أنه مخلص‬
‫والتطرف‪ ،‬حتى تنكسر الحلقة‪،‬‬         ‫المصري رغم الصدامات الكثيرة‬                 ‫للجماعة ولأفكار سيد‬
  ‫وتقتنع السلطة أن المشكلة في‬         ‫بين الدولة وبين الإسلاميين‬              ‫قطب‪ ..‬ما تقييمك لأداء‬
  ‫الفكر وفي تديين المجال العام‪،‬‬      ‫منذ ‪ 1954‬وحتى اليوم‪ ،‬لأنها‬
                                                                                 ‫أجهزة الدولة حيال‬
     ‫وليس في التنظيمات فقط‪.‬‬             ‫صدامات سياسية مسلحة‬                ‫(المنشقين والمراجعين) في‬
                                 ‫وليست صدامات فكرية تعمل على‬
      ‫* ما هي الفروق‬              ‫تفكيك الفكر الإسلاموي‪ ،‬وتتبنى‬                   ‫السنوات الأخيرة؟‬
 ‫الأساسية بين تيارات‬
 ‫الإسلام السياسي على‬              ‫منه ًجا علمانيًّا واض ًحا يقوم على‬           ‫‪ -‬كما ذكرت هناك من ينشق‬
                                  ‫المواطنة ويحترم الحريات العامة‬             ‫عن التنظيم ولكن يظل متمس ًكا‬
    ‫صعيد الفكر والفقه‬                                                        ‫بالأفكار‪ ،‬مثل هذا القيادي الذي‬
    ‫والتنظيم والحركة‬                                ‫والشخصية‪.‬‬
‫والعلاقة مع المجتمعات‬             ‫ولهذا تقدم الدولة ‪-‬وفي مقدمتها‬                 ‫تتحدث عنه‪ .‬مشكلة أجهزة‬
 ‫المسلمة وغير المسلمة‪:‬‬           ‫الإعلام الرسمي وشبه الرسمي‪،-‬‬              ‫الدولة أن أزمتها مع التنظيم فقط‬
     ‫الإخوان المسلمون‬                                                       ‫وليس مع الأفكار‪ ،‬بل ربما نجد‬
‫والسلفيون والجماعات‬                 ‫هؤلاء المنشقين تنظيميًّا وليس‬
 ‫الإسلامية بكل ألوانها‬           ‫فكر ًّيا‪ ،‬باعتبارهم مفكرين ناقدين‬            ‫مسؤولين في الدولة ‪-‬وخاصة‬
   ‫من التكفير والهجرة‬                                                           ‫رجال الدين‪ -‬يحملون نفس‬
‫إلى داعش؟ وكيف ترى‬                     ‫للإسلام السياسي‪ ،‬وهم في‬
                                     ‫الحقيقة يقدمون نق ًدا تنظيميًّا‬          ‫أفكار الإسلام السياسي‪ ،‬وهو‬
                                  ‫إدار ًّيا وليس نق ًدا فكر ًّيا باستثناء‬  ‫ما أدى إلى كل هؤلاء الإخوانجية‬
                                   ‫ما يتعلق بالارهاب ضد الدولة‪،‬‬            ‫داخل المجتمع المصري‪ ،‬رغم أنهم‬
                                   ‫وحتى هذا ُي َق َّد ُم باعتبار أنهم لم‬
                                   ‫يفهموا التراث الإسلامي عمو ًما‬             ‫لم ينتموا أب ًدا لتنظيم الإخوان‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242