Page 233 - merit 39 feb 2022
P. 233

‫‪231‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫حوار‬

‫محمد عبده‬  ‫محمد رشيد رضا‬           ‫حسن البنا‬                            ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬هو‬
                                                                        ‫صورتها الحقيقية على‬
  ‫ومصادرها المعتبرة‪ ،‬فى مذاهب‬        ‫بالاستعداد له بالفكر والبرامج‪،‬‬      ‫م ِّر تاريخها؟ أم تعتقد‬
 ‫أهل ال ُّسنة والجماعة”‪ ،‬فهنا نحن‬         ‫ولذلك ربما كان وصولهم‬      ‫أنها ‪-‬كما يقولون‪ -‬سيئة‬
                                                                         ‫الحظ لأن قيادات هذه‬
   ‫أمام تأسيس عملي لدولة دينية‬       ‫للسلطة في ‪ 2012‬مفاجأة‪ ،‬ليس‬
     ‫تعتمد على فقه وفكر القرون‬        ‫فقط لنا ولكن للجماعة نفسها‪،‬‬         ‫الفترة كانت ضعيفة‬
    ‫الوسطى‪ ،‬وليس أفكار حديثة‬        ‫فكانت النتيجة هذا التخبط‪ ،‬وهذا‬        ‫ومتصارعة؛ أو لأنها‬
     ‫تعمل على حل مشاكل القرن‬                                            ‫لم تأخذ فرصتها كاملة‬
              ‫الواحد والعشرين‪.‬‬           ‫الاهتمام بتوافه الأمور مثل‬    ‫لتطبيق أفكارها؟ (هناك‬
                                     ‫رفع الأذان في البرلمان‪ ،‬وقضايا‬   ‫من يقول إن محمد مرسي‬
‫* متى ولماذا وكيف قرر َت‬           ‫العصور الوسطى مثل تحديد سن‬            ‫أضعف وجوههم ولو‬
  ‫الانضمام إلى الجماعة‪..‬‬                                                ‫كان خيرت الشاطر هو‬
                                         ‫الطفولة ومضاجعة الوداع‪.‬‬       ‫الرئيس لاختلف الأمر)‪.‬‬
 ‫ومتى ولماذا وكيف قرر َت‬            ‫فالقول بأن الجماعة كانت سيئة‬
   ‫(الانشقاق) عنها؟ وما‬             ‫الحظ ولم تأخذ فرصتها هو قول‬            ‫‪ -‬عندما تولى محمد مرسي‬
     ‫الذي تفعله الجماعة‬                                                ‫السلطة توقعت انهيارهم وكنت‬
    ‫في حال (انشقاق) أحد‬                 ‫متهافت‪ ،‬لأن هذه الجماعة لا‬
                ‫أعضائها؟‬              ‫تملك أى فكر أو رؤية سياسية‬          ‫أخبر أصدقائي بذلك ومنهم‬
                                   ‫أو اقتصادية‪ ،‬وتظن أنها تستطيع‬        ‫صديق كان من الإخوان أي ًضا‪،‬‬
     ‫‪ -‬في مرحلة الثانوي أهداني‬        ‫أن تدير دولة في القرن الواحد‬
    ‫أحد الأشخاص كتاب لروجية‬           ‫والعشرين بأفكار وفقه القرن‬           ‫ولم يكن ذلك عن عبقرية أو‬
‫جارودي اقتنعت بسببه بالمؤامرة‬         ‫السابع‪ ،‬وهو ما تجلى بوضوح‬      ‫تحليل سياسي عميق‪ ،‬ولكن لأني‬
                                   ‫في المادة ‪ 219‬من دستورهم التي‬
      ‫الكونية الصهيوصليبية على‬        ‫تنص على أن “مبادئ الشريعة‬         ‫كنت جز ًءا منهم وأعلم أنهم لا‬
                                      ‫الإسلامية تشمل أدلتها الكلية‪،‬‬       ‫يملكون أى مشروع أو رؤية‬
                                      ‫وقواعدها الأصولية والفقهية‪،‬‬      ‫للحكم‪ ،‬بل أتذكر عندما كنت في‬
                                                                          ‫مرحلة المشاكل مع الجماعة؛‬
                                                                        ‫وكانوا يعقدون الجلسات معي‬
                                                                           ‫لمحاولة اقناعي بسياساتها‪،‬‬
                                                                          ‫كنت أطرح موضوع احتمال‬
                                                                        ‫وصول الجماعة للسلطة وماذا‬

                                                                            ‫سنفعل في كذا أو كذا‪ ،‬كان‬
                                                                        ‫الرد «يا أخ مؤمن مش عايزين‬
                                                                       ‫نكون أرأيتيين»‪ ،‬والأرأيتيين هم‬
                                                                         ‫أصحاب الافتراضات الوهمية‬
                                                                       ‫في مسائل الفقه الإسلامي‪ ،‬فقد‬
                                                                     ‫كانوا ينظرون لاحتمالية وصولهم‬
                                                                      ‫للسلطة باعتباره افترا ًضا وهميٍّا‬

                                                                            ‫لا يتطلب أن يشغلوا بالهم‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238