Page 266 - merit 39 feb 2022
P. 266
ويدمج بين ذكاء الآلة الخارق العـدد 38 264
وبين الوعي البشري المسي ِطر
والمهي ِمن (أو المسي َطر والمهي َمن فبراير ٢٠٢2 -5صناعة السوبرمان
عليه) ،إنه هذا الهجين البشري
الآلي أو سمه الجريندايزر أو الـ وتحوله إلى عبد لها. قرأت الكثير من الاراء المتضاربة
Robocopالذي سيهزم باقي ولكن العلم -على ما يبدو -ما زال حول مستقبل الذكاء الصناعي،
الروبوتات البشرية ويسحقها، في مرحلة بعيدة كل البعد عن سبر عبَّر بعضها عن مخاوفه وأحيا ًنا
والذي سيتم رفعه نهائيًّا وتلقائيًّا أغوار الوعي البشري ،ولذلك فإن عن تفاؤله باحتمالات تمكن الذكاء
إلى مصاف الآلهة والمعبودات! السيناريو الأقرب للتصديق -عند الصناعي في مستقبل قريب أو
ولكن على صعيد آخر فإن انتصار بعيد من الخروج خارج السيطرة
الآلة على البشر واستعبادها إياهم تأمل مستقبل التطور البشري- البشرية ،واتخاذ موقع الصدارة
قد لا يكون بهذا الاحتمال البعيد، ليس هزيمة الذكاء الصناعي وصناعة القرار من العالم عو ًضا
فالشيء المؤكد بالنسبة للذكاء عن البشر ،وكان البعض الآخر
الصناعي هو تفوقه وبسنوات للإنسان وسيطرة الروبوتات على
ضوئية فيما يختص بالسرعة الكوكب واستعبادها لبني البشر، أقل تفاؤ ًل.
أو ما يسمى بالاجتياح الروبوتي ولكن النظرة الأكثر واقعية تخبرنا
والذكاء على البشر ،وهو لا AI takeoverالذي تتنبأ به العديد
يزال في تزايد وتقدم مضطرد من قصص وأفلام الخيال العلمي، أن ذلك إن حدث فلن يكون في
بفعل اختراع الحوسبة الكمومية بل أن تأخذ البشرية نفسها أحد المستقبل القريب ،بل إنه قد لا
Quantum computingمؤخ ًرا، يحدث على الإطلاق ،فحتى الآن لا
والتي ستضيف عدة سنوات هذه المناحي الخطيرة التالية أو يستطيع الذكاء الصناعي التصرف
ضوئية لسرعة أحدث الحواسيب كلها ،أولها هو تعديل البشر بمفرده ،أي خارج حدود ما يتم
فائقة السرعة ،وبالتالي لقدرتها تزويده به من معلومات وأوامر،
على تحليل البيانات والخروج وراثيًّا ،وهي تكنولوجيا متوفرة وهو لذلك ملزم باتباع الشفرات
بالفعل وقيد التنفيذ إن لم تكن أو الخوازميات التي يزوده بها
بنتائج. البشر .ولكي تستطيع الآلة أخذ
بالفعل قد نفذت في بعض الدول زمام الأمور والتفكير بنفسها
-6المستقبل مثل الصين وكوريا الشمالية ولنفسها ،أي لمصلحتها الخاصة،
في ظل الذكاء الصناعي وغيرها ،والثاني هو استخدام
التكنولوجيا الحيوية للكشف يتعين عليها أو ًل فك شفرة
ربما يتمكن الذكاء الصناعي في والتحكم في مشاعر الإنسان أحد أهم وأخطر ما يميزنا عنها
النهاية من قهر البشر والولوج كبشر ،ألا وهو الوعي ،والذي
الداخلية والسيطرة عليه عاطفيًّا يدفع الإنسان للتصرف التلقائي
داخل وعيهم وربما لا ،ولكن وإملاء قراراته ،والمنحى الثالث المحقق لمصلحته من خلال إدراكه
مما لا شك فيه أن العقل أو هو إنتاج السوبرمان المدعم تقنيًّا،
الذكاء الصناعي المدعم بالقدرات أو الإنسان المزود بعناصر من لنفسه ولوجوده والعالم من
الكمومية الفائقة هو الأكثر قدرة حوله ،وهو ما تفتقره الآلة التي
على فك هذه الشفرة مقارنة التكنولوجيا سوا ًء على شكل لا تملك وعيًا قائ ًما بذاته .فإذا تم
بالذكاء البشري المحدود الذي شرائح مزروعة بداخله تمنحه فك هذه الشفرة وأصبحت ترجمة
قدرات ذهنية واتصالاتية فائقة، هذا الوعي المراوغ إلى تفاعلات
صنعه أو عبر الدعم أو الاستبدال الفعلي
لبعض أعضائه ،كالعين أو الأذن كيميائية أو موجات كهربائية
مث ًل ،بأجهزة تكنولوجية متقدمة يمكن التعامل معها فيزيقيًّا
تؤدي وظيفتها بشكل أكثر دقة
وكفاءة عن أعضائه الطبيعية. ممكنة ،يمكن عندها لتلك الآلة
كما يمكن تصور الحال إذا تم الواعية الخروج نهائيًّا على إرادة
الدمج بين كل هذه الوسائل لإنتاج السيد تمهي ًدا لأن تسوده بدورها
الإنسان «السوبر سوبرمان»
أي المعدل وراثيًّا والمؤهل عاطفيًّا
والمدعم تكنولوجيًّا والذي يجمع