Page 271 - merit 39 feb 2022
P. 271

‫في السنوات الخمس التي قضيتها في غانا‬                                          ‫أفضل حا ًل في المدارس الخاصة‬
 ‫شاهدت أنوا ًعا من الفاكهة لم أشهدها‬                                          ‫مقارنة بالمدارس الحكومية التي‬
 ‫من قبل مثل الأفوكادو والباباي‪ ،‬وتناولت‬                                     ‫تتميز في المرحلة الثانوية بالجدية‬
‫الأناناس اللذيذ وجوز الهند الذي يباع في‬
‫الطرقات وتشرب ماءه الأبيض اللذيذ والموز‬                                         ‫والقوة‪ ،‬لذلك يحرص الجميع‬
  ‫والبلانتين الذي يشبه الموز تما ًما لكنه‬                                        ‫على إلحاق ابنائهم بمدارسها‬
‫أكبر منه حج ًما وأقل حلاوة‪ ،‬ويستخدمونه‬                                      ‫(الحكومية) ليكمل مرحلة التعليم‬
 ‫في وجباتهم شرائح مقلية أو يجفف ثم‬                                          ‫الثانوي فيها بصورة جادة وذات‬
  ‫يطحن ثم يخلطونه بالماء ليصير عجي ًنا‬                                         ‫جودة عالية‪ .‬كما أن الجامعات‬
            ‫يؤكل عو ًضا عن الخبز‪.‬‬                                             ‫الحكومية أكثر قوة وتطو ًرا من‬
                                                                                ‫الجامعات الخاصة‪ ،‬وسمعتها‬
 ‫غانا‪ ،‬في أكبر الأندية العالمية‪ ،‬ومع‬      ‫بالمجان‪ ،‬والشعب أو على الأقل‬          ‫طيبة داخليًا وعالميًّا‪ ،‬وفي غانا‬
   ‫هذا لا يقدمون العون للدولة ولا‬        ‫الطبقة التي تعاملت معها ابتدا ًء‬     ‫ست جامعات حكومية‪ ،‬أشهرها‬
  ‫يقومون بالتبرع لبناء مؤسسات‬            ‫من الخادمات والطهاة وسائقي‬         ‫جامعة «ليجون» في العاصمة أكرا‬
    ‫تفيد الشعب الذي كان سببًا في‬       ‫السيارات وحتى موظفي الشركة‬            ‫وبها جميع التخصصات‪ ،‬ولكنها‬
                                        ‫من إداريين ومهندسين‪ ،‬الجميع‬              ‫تولى اهتما ًما خا ًّصا بالعلوم‬
    ‫دعمهم ونجاحهم‪ ،‬لذلك توقف‬            ‫لديهم الوعي والثقافة والتحضر‪،‬‬       ‫الاقتصادية والتجارية والقانونية‪،‬‬
 ‫غالبية الشعب عن تشجيعهم عقا ًبا‬      ‫ويجيدون التحدث بالإنجليزية التي‬      ‫أما جامعة «كواني ناكروما» للعلوم‬
                                      ‫يحرص الجميع على تعلمها بجانب‬         ‫والتكنولوجيا في مدينة «كوماسي»‬
  ‫لهم وليشعرهم بتقصيرهم تجاه‬            ‫اللغة الأم‪ ،‬وأستطيع أن أقول إن‬
                        ‫وطنهم!‬        ‫اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في‬          ‫فهي تقوم بتدريس جميع‬
                                                                           ‫التخصصات وتولي اهتما ًما خا ًّصا‬
    ‫تهتم الدولة بالثقافة وتنمي في‬                              ‫البلاد‪.‬‬
      ‫الاجيال الجديدة حب الوطن‬             ‫أذكر أنني سألت أحد سائقي‬             ‫بالعلوم والتكنولوجيا والطب‪.‬‬
                                          ‫الشركة قبل مباراة كرة القدم‬      ‫يكفي أن أشير هنا إلى أن انتخابات‬
    ‫والحفاظ عليه‪ ،‬بل وتحثهم على‬          ‫بين المنتخبين المصري والغاني‬
 ‫المشاركة الفعالة في بناء مؤسساته‬         ‫في بطولة كأس الأمم الأفريقية‬         ‫الرئاسة في يناير ‪ 2017‬كانت‬
                                          ‫عام ‪ 2017‬عن موعد المباراة‪،‬‬          ‫لصالح الرئيس الحالي «نانا أدو‬
     ‫وتطويرها‪ ،‬فبعد إتمام التعليم‬         ‫وهل سيذهب لتشجيع الفريق‬              ‫دانكاوا» الذي فاز على منافسه‬
        ‫الجامعي لا بد للشباب من‬       ‫الغاني في الاستاد؟ فأجاب بالنفي!‬        ‫جون ماهاما ‪-‬الرئيس السابق‪-‬‬
                                        ‫وعلل ذلك بأنه رغم عشقه لكرة‬          ‫بسبب التقصير في التعليم وعدم‬
‫الجنسين أن يؤدي الخدمة الوطنية‪،‬‬          ‫القدم‪ ،‬إلا أنه لن يشجع الفريق‬         ‫الاهتمام بالصحة والعلاج‪ .‬إن‬
    ‫وفي غانا الخدمة الوطنية تعني‬      ‫الوطني‪ ،‬فإن لاعبي المنتخب الغاني‬         ‫اختيار المواطن الغاني للرئيس‬
                                         ‫جميعهم يحترفون اللعب خارج‬            ‫الحالي يرجع أسا ًسا إلى وعوده‬
‫العمل عا ًما كام ًل تحت إشراف أحد‬                                             ‫التي قطعها على نفسه بالاهتمام‬
 ‫المؤسسات الحكومية بأجر رمزي‪،‬‬
                                                                                ‫بالتعليم ورفع مستواه ومنح‬
   ‫فمث ًل العمل في وزارة التعليم في‬                                             ‫المواطن الغاني فر ًصا أكبر في‬
 ‫مجال التدريس حيث يقوم بتعليم‬                                                ‫التعلم المحترم والدراسة الجادة‪،‬‬
 ‫الطلاب المادة التي تخصص فيها‪،‬‬                                               ‫كذلك الاهتمام بالصحة وتطوير‬
‫أو العمل في وزارة الداخلية لتنظيم‬                                           ‫منظومة التأمين الصحي وتجهيز‬
                                                                           ‫المستشفيات بأحدث الأجهزة‪ ،‬رغم‬
                                                                             ‫أن في كل مدينة يوجد مستشفى‬

                                                                                 ‫حكومي ضخم يقدم العلاج‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276