Page 262 - merit 39 feb 2022
P. 262

‫العـدد ‪38‬‬                         ‫‪260‬‬

                                 ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

‫علم استقراء المستقبل‪..‬‬

‫الذكاء الصناعي وإمكانية‬
                                                                ‫خالد طلعت‬
 ‫تغلب الآلة على الإنسان‬

                                 ‫الذي صنعها!‬

‫بشر‪ ،‬ولكن أي ًضا على جعل هذه‬       ‫جوازات السفر بالمطارات‪ ،‬فكل‬       ‫إن كنت تقرأ هذه الكلمات فأنت‬
   ‫الخوازميات قادرة على التعلم‬     ‫ما سبق ذكره يعتمد على الذكاء‬
 ‫الذاتي ومراكمة الخبرات‪ ،‬ومن‬     ‫الصناعي لتلبية احتياجات البشر‬      ‫تعيش في القرن الواحد والعشرين‬
   ‫ثم اتخاذ القرار المستقل فيما‬                                          ‫وتستخدم التكنولوجيا‪ ،‬ومن‬
    ‫يستجد من مواقف لم يزود‬                      ‫في سرعة ويسر‪.‬‬            ‫المؤكد أنك قد تعاملت بشكل‬
  ‫الإنسان عقل الآلة بحل مسبق‬          ‫ولكن الأمر لا يقف عند ذلك‬          ‫أو بآخر مع الذكاء الصناعي‬
    ‫لها‪ ،‬ويعتبر التقدم في مجال‬   ‫الحد‪ ،‬فنحن اليوم نقف على أعتاب‬         ‫أو مع عامل ذكي ‪Intelligent‬‬
  ‫الذكاء الصناعي هو عملية من‬      ‫ثورة هائلة سوف يحدثها الذكاء‬          ‫‪ ،Agent‬فلا بد أنك قد حاولت‬
    ‫الضبط الدقيق المستمر لهذه‬       ‫الصناعي في المستقبل المنظور‪،‬‬
  ‫الآليات والخوارزميات لتصبح‬          ‫وخاصة عندما سيتم تعميم‬          ‫مث ًل استخدام الأوامر الصوتية‬
   ‫أكثر قدرة على محاكاة الوعي‬    ‫استخدام السيارات ذاتية القيادة‪،‬‬     ‫بهاتفك‪ ،‬أو أنك استخدمت تطبي ًقا‬
                                  ‫وبعد أن تتطور وسائل التخاطر‬
 ‫البشري‪ ،‬ويذهب البعض إلى أن‬           ‫بين الذكاء الصناعي والعقل‬           ‫مثل أوبر‪ ،‬أو ربما تكون قد‬
 ‫هذا إن حدث فسوف يؤدي إلى‬             ‫البشري لتصبح أكثر فعالية‬       ‫تعاملت مع ماكينة الصراف الآلي‬
 ‫إزاحة الآلة للإنسان والسيطرة‬    ‫وسلاسة‪ ،‬وبعد أن يتغلغل الذكاء‬        ‫الناطقة‪ ،‬أو استهوتك أحد ألعاب‬
‫على الكوكب وتسخيره لحسابها‪،‬‬      ‫الصناعي إلى غالبية الاستخدامات‬     ‫الفيديو أو الكمبيوتر الاستراتيجية‬
 ‫وغير هذا مما نشاهده في أفلام‬         ‫الحديثة ويهيمن عليها‪ ،‬حتى‬
                                  ‫يتحول في النهاية إلى مارد جبَّار‬         ‫المتفاعلة مثل الشطرنج أو‬
                ‫الخيال العلمي‪.‬‬                                             ‫الطاولة‪ ،‬فلعبت في مواجهة‬
‫وهذا المقال يهدف إلى تتبع رحلة‬           ‫لا تستقيم الحياة بدونه‪.‬‬       ‫الآلة‪ ،‬أو قد تكون على الأقل قد‬
                                    ‫ويعتمد الذكاء الصناعي‪ ،‬ليس‬         ‫استعملت أحد محركات البحت‬
    ‫الذكاء الصناعي‪ ،‬تلك الرحلة‬   ‫فقط على تزويد هذا العامل الذكي‬     ‫على الإنترنت مثل ياهو أو جوجل‬
 ‫العجيبة التي بدأت منذ عشرات‬       ‫بالخوارزميات التي تحدد له ما‬     ‫أو غيرها‪ ،‬وإن كنت تعيش في إحد‬
                                   ‫يفعل وكيف يتصرف من تلقاء‬           ‫الدول المتقدمة تكنولوجيًّا فلعلك‬
     ‫الآلاف من السنين فور أن‬       ‫نفسه ودون الحاجة لتدخل من‬           ‫قد استخدمت آلات الدفع الآلي‬
  ‫تحكم أسلاف البشر في النار‪،‬‬                                           ‫في السوبرماركت‪ ،‬والكثير من‬
 ‫ثم يتبعها وهي تستعد الآن لأن‬                                       ‫المحال‪ ،‬أو ماكينات قراءة وفحص‬
   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267