Page 257 - merit 39 feb 2022
P. 257

‫‪255‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫شخصيات‬

‫عمر الشريف‬  ‫سعاد حسني‬                                 ‫إيزادورا دنكان‬      ‫وفجرونا بألغامهم‪ ،‬والتي لا زالت‬
                                                                         ‫إلى الآن راقدة تحت رمال صحرائنا‬
   ‫التي كشفت عن حقبة الستينيات‬         ‫بناتها اللاتي يتحلقن حول ماكينة‬   ‫الغربية شاهدة على استخدامهم لنا‬
     ‫وكيف كانت ُتدار الأمور‪ ،‬فقط‬         ‫الخياطة خاصتها‪ ،‬ليذيب برودة‬
                                                                           ‫مستهزئين بأرواحنا ومصائرنا‪،‬‬
  ‫سهرة واحدة رافقت فيها الدكتور‬       ‫عزلتهن‪ ،‬فدنياهن أولها تلك الغرفة‬    ‫ورغم ذلك ظل واحد من شواطئنا‬
‫أحمد لتلتقي بعصمت مفتاح الشاعر‬             ‫وآخرها حدود منطقة مساكن‬       ‫بمرسى مطروح يحمل اسم روميل‬
‫وبريجيت الفنانة التشكيلية بعثرتها‪،‬‬
 ‫فكان لا بد من تجربة الاحتجاز ثم‬       ‫السكة الحديد‪ ،‬حيزهن الذي ما إن‬        ‫القائد الألماني الشهير‪ ،‬وبالطبع‬
                                        ‫تخرج إحداهن عنه حتى تفاجئها‬        ‫التفكير في تخليد اسم واحد ممن‬
    ‫الابتزاز لتتمكن من لملمة نفسها‬     ‫الدنيا بلطمة تطرحها أر ًضا‪ ،‬ورغم‬    ‫سأمونا ويلات الحرب وعذاباتها‬
  ‫بشكل أكثر صلابة‪ ،‬حمزة وأبوته‬                                            ‫لهو أمر عصي على التفسير‪ ،‬وهو‬
  ‫التي منحته قوة الكتابة إلى رئيس‬         ‫قلة خبرتهن إلا أنهن يستطعن‬
  ‫البلاد ليعيد إليه ابنته‪ ،‬تفهمه رغم‬  ‫الصمود والنهوض‪ ،‬فكرة أن الدنيا‬          ‫ذات الأمر مع عمود السواري‬
  ‫كونه غير متعلم لتورطها عن غير‬       ‫يدها ثقيلة دو ًما على خفاف القلوب‬      ‫بالإسكندرية الذي يخلد ذكرى‬
  ‫قصد منها‪ ،‬الحنية التي لا تعلمها‬                                        ‫دقلديانوس الذي أعمل في مسيحيي‬
‫الكتب ولا توثقها الشهادات‪ ،‬الحنية‬                      ‫والجيوب أي ًضا‪.‬‬       ‫مصر الذبح حتى ُسمى بعصر‬
   ‫التي يتفجر ينبوعها ما إن يصير‬      ‫كوبليهات الأغاني التي تؤديها نوال‬
                                      ‫ُوظفت على نحو إنساني رائع‪ ،‬تارة‬                           ‫الشهداء‪.‬‬
                       ‫لنا أبناء‪.‬‬                                          ‫مجد الدين ودميان تبدأ رحلتهما‬
       ‫الجوني وخير الدين والحب‬            ‫وهي تغني للمرضى في مشهد‬        ‫داخل ذواتهما بأرض تتزلزل تحت‬
‫الأفلاطوني‪ ،‬ربما لمرض خير الدين‬         ‫الاحتفال بليلة رأس السنة بقسم‬
  ‫ويقينه بأنه لن يبرأ منه‪ ،‬رغم هذا‬                                            ‫أقدامهم وسماء تصب عليهما‬
  ‫فهو مصدر طمأنة كما مع حادثة‬              ‫العظام‪ ،‬وحتى غناءها للأطباء‬        ‫نيرانها بلا توقف‪ ،‬ليعثرا على‬
  ‫نادية وافتضاح علاقتها بإبراهيم‬          ‫بغرفة العمليات فلُقبت بمطربة‬      ‫نفسيهما وسط زحام من ألسنة‬
      ‫مرسى‪ ،‬فبرغم مكابدته السل‬         ‫العمليات لهو ترسيخ لمفعول الفن‬       ‫وأجناس متباينة‪ ،‬تجمعها مظلة‬
                                       ‫السحري على أرواح البشر‪ ،‬وتارة‬      ‫الإنسانية البائسة‪ ،‬والحياة التي لا‬
                                        ‫وسط البنات وقصاقيص القماش‬         ‫تكف عن إغواء البشر كي لا يكفوا‬
                                       ‫وأقاصيص الحب والبخت‪ ،‬الموهبة‬      ‫عن التعلق بها مهما وعدت وحنثت‪.‬‬

                                                                           ‫طيور من شرق وغرب‬

                                                                            ‫مرة أخرى الإسكندرية‪ ،‬النداهة‪،‬‬
                                                                             ‫يونانيون يهود إيطاليون أرمن‬
                                                                            ‫قبارصة شوام‪ ،‬الكل يحط فيها‪،‬‬
                                                                         ‫يرتاح جناحه المتعب‪ ،‬يألف أرضها‬
                                                                          ‫فلا يرفرف بعدها مغاد ًرا إلا رغ ًما‬
                                                                          ‫عنه‪ ،‬العدوان الثلاثي هو ما زلزل‬
                                                                          ‫كيان الأجانب‪ ،‬أحال مصيرهم إلى‬
                                                                             ‫مجهول فكان الحل الأسلم هو‬

                                                                                                ‫الرحيل‪.‬‬
                                                                             ‫عوالم صغيرة يصنعها إبراهيم‬
                                                                            ‫عبد المجيد في طيور العنبر‪ ،‬عالم‬
                                                                           ‫أبلة نرجس المشع دف ًءا‪ ،‬يمتصه‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262