Page 253 - merit 39 feb 2022
P. 253

‫‪251‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

                  ‫فؤاد قنديل‬                        ‫محمد جبريل‬                       ‫ليست حالة خاصة بي فقط‪،‬‬
                                                                              ‫فعشرات إن لم يكن مئات‪ ،‬يمكنهم أن‬
            ‫***‬                          ‫عميقة وشاملة للمجموعة (للأسف‬
       ‫أعظم صفة يمكن أن يطلقها‬           ‫فقدت هذه الصحيفة بسبب التنقل‬             ‫يحكوا مواقف مشابهة لهم معه‪.‬‬
     ‫إسكندراني على شخص تعجبه‬                                                   ‫في عام ‪ 2000‬كان الأستاذ إبراهيم‬
    ‫صفاته الخلقية‪ ،‬وتصرفاته‪ ،‬هي‬                          ‫من بيت لآخر)‪.‬‬
  ‫أنه «راجل جدع»‪ .‬وهي تجمع كل‬              ‫في عام ‪ 2010‬اتصل بي الأستاذ‬           ‫عبد المجيد رئي ًسا لتحرير سلسلة‬
 ‫معاني الرجولة والفروسية والخلق‬            ‫وقال لي‪ :‬منير! دار نشر لبنانية‬         ‫كتابات جديدة‪ ،‬كنا نسير بجوار‬
 ‫القويم والشجاعة والنجدة والكرم‪..‬‬        ‫طلبت مني ترشيح شباب لينشروا‬          ‫ترام الرمل؛ هو وأنا والأديب الراحل‬
‫إلخ الصفات التي يمكن أن يتسم بها‬           ‫أعمالهم فيها‪ ،‬وقد رشحتك أنت‬            ‫خالد السروجي رحمه الله‪ ،‬قال‬
   ‫الرجل المثالي في مخيلة الآخرين‪.‬‬          ‫ورباب كساب‪ ،‬فهل عندك عمل‬               ‫لنا الأستاذ‪ :‬مللت من السلسلة‪،‬‬
     ‫ولأنني إسكندراني؛ وأستاذي‬                                                   ‫وسأتركها قريبًا‪ ،‬لكني لن أتركها‬
‫إبراهيم عبد المجيد إسكندراني أي ًضا‪،‬‬                            ‫جاهز؟‬             ‫إلا بعد أن أنشر لكما فيها‪ .‬مرت‬
 ‫فلم أجد أفضل من صفة «الجدعنة»‬            ‫كنت قد انتهيت من كتابة روايتي‬           ‫أسابيع‪ ،‬وفوجئت به يسألنا عن‬
 ‫لأصفه بها‪ .‬ولا أطلقها عليه جزا ًفا؛‬    ‫(الإمام السعيد)‪ ،‬فحدثته عنها‪ ،‬قال‬      ‫أعمالنا التي نريد نشرها بالسلسلة‪.‬‬
     ‫بل لأن علاقتي الشخصية به‪،‬‬            ‫لي‪ :‬ارسل لي الرواية لأقرأها أو ًل‪.‬‬      ‫كنت أظن أن كلامه الأول مجرد‬
     ‫ومتابعتي له في الحياة العامة‪،‬‬         ‫حر ًصا منه على أن يرشح أعما ًل‬         ‫كلام مثل الذي نسمعه كثي ًرا في‬
 ‫وبالطبع قراءتي لمعظم ما كتب؛ كل‬          ‫جيدة تليق به وبمصر‪ ،‬وأخبرني‬         ‫الوسط الثقافي‪ ،‬كلام بلا نية صادقة‪،‬‬
‫ذلك وغيره‪ ،‬أدلة لد َّي على أنه لو كان‬     ‫أن العنوان مبدئيًا لا يعجبه‪ ،‬فقلت‬     ‫ولا فعل حقيقي‪ ،‬لكن الأستاذ كان‬
 ‫هناك رجال قليلون يستحقون هذه‬          ‫نسميها (أسد القفقاس)‪ ،‬فوافق‪ ،‬وتم‬
‫الصفة‪ ،‬فسيكون إبراهيم عبد المجيد‬       ‫نشر الرواية مع رواية (فستان فرح)‬             ‫يقول صد ًقا‪ ،‬وبالفعل صدرت‬
 ‫أحد أوائل هؤلاء الرجال بكل تأكيد‬                                               ‫رواية لخالد السروجي‪ ،‬ثم روايتي‬
                                             ‫للصديقة المبدعة رباب كساب‪.‬‬        ‫(حكايات آل الغنيمي ‪ )2001‬وترك‬
                                                   ‫وغير ذلك كثير كثير‪..‬‬         ‫بعدها السلسلة‪ .‬الطريف أنني بعد‬

                                            ‫ألم أقل أنه «راجل جدع» كاتبًا‪،‬‬        ‫حوالي سبعة عشر عا ًما من هذه‬
                                                               ‫وإنسا ًنا‪.‬‬     ‫الواقعة‪ ،‬يتم اختياري رئي ًسا لتحرير‬

                                                                                 ‫السلسلة ذاتها‪ ،‬فأول ما يقفز إلى‬
                                                                              ‫ذهني أن اسمي سيكون على سلسلة‬

                                                                                   ‫أستاذي‪ ،‬فلا بد أن أعمل كل ما‬
                                                                                   ‫بوسعي لتحمل هذه المسؤولية‪،‬‬
                                                                              ‫خصو ًصا أنني نشرت بالسلسلة عام‬
                                                                                ‫‪ 2010‬مجموعتي (حاوي عروس)‬
                                                                                ‫بناء على طلب المبدع الكبير الراحل‬
                                                                                 ‫فؤاد قنديل رئيس تحرير سلسلة‬

                                                                                           ‫كتابات جديدة وقتها‪.‬‬
                                                                                ‫في عام ‪ 2005‬أصدرت مجموعتي‬

                                                                                  ‫القصصية (مرج الكحل)‪ .‬قابلت‬
                                                                                ‫الأستاذ إبراهيم عبد المجيد في أحد‬
                                                                              ‫قصور الثقافة بالإسكندرية وأهديته‬
                                                                               ‫نسخة من المجموعة‪ .‬فوجئت به بعد‬
                                                                               ‫أقل من أسبوع ينشر صفحة كاملة‬
                                                                               ‫في إحدى الصحف الكبرى بها قراءة‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258