Page 251 - merit 39 feb 2022
P. 251

‫‪249‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

     ‫تسلسل كتابات‬

‫إبراهيم عبد المجيد‬
                                                              ‫منير عتيبة‬
        ‫يعطي صورة‬

     ‫حقيقية للوطن‬

‫المحيرة‪ ،‬كتابة قلقة‪ ،‬محيرة‪ ،‬متحيرة‪،‬‬    ‫نفسه‪ ،‬والبعض لا يتطور‪ ،‬والبعض‬        ‫كقارئ؛ تعرفت على إبراهيم عبد‬
     ‫كاشفة‪ ،‬تثير الكثير من الأسئلة‬      ‫يتلون‪ ..‬لكن إبراهيم عبد المجيد لم‬
                                       ‫يتلون‪ ،‬الأفكار والقيم التي آمن بها‬      ‫المجيد وأنا طالب بالجامعة‪ ،‬عبر‬
  ‫حول الواقع السياسي والاجتماعي‬       ‫ظلت راسخه؛ الحرية‪ ،‬العدالة‪ ،‬إتاحة‬     ‫باعة الكتب القديمة في شارع النبي‬
 ‫المصري‪ ،‬وتحفر بعمق للوصول إلى‬            ‫الفرص للفقراء‪ ،‬أن يكون الوطن‬       ‫دانيال‪ ،‬لم أكن أعرف اسم الكاتب‪،‬‬
                                                                           ‫لكن شدني اسم الرواية (في الصيف‬
   ‫إجابات صعبة المنال‪ ،‬شعرت أنها‬          ‫وطن الجميع بالتساوي‪ ،‬العطف‬          ‫السابع والستين)‪ ،‬وكذلك قطعها‪،‬‬
    ‫تعبر عني وعن جيلي أي ًضا‪ ،‬ذلك‬     ‫على الإنسان في حالات ضعفه‪ ..‬إلخ‪.‬‬     ‫فقد كانت بعرض عشرة سنتيمترات‬
    ‫الجيل الذي شهد النهاية الفعلية‬     ‫وهو في الوقت ذاته يدهشك بتطوير‬       ‫وبطول خمسة وعشرين سنتيمترا‪،‬‬
  ‫لدور جامعة الدول العربية لتصبح‬       ‫فنه على مستوى الأداء‪ ،‬بأفكار فنية‬
  ‫مجرد صورة ديكورية بعد اجتياح‬        ‫جديدة‪ ،‬ولعب تقنية مبتكرة‪ ،‬ومناطق‬         ‫وهو قطع غير مألوف في الكتب‪،‬‬
 ‫العراق للكويت‪ ،‬وتذبذب الآراء فيما‬      ‫روائية وقصصية يكتشفها وحده‪.‬‬                 ‫وبالذات الأعمال الروائية‪.‬‬
 ‫كنت أظنه واض ًحا من رفض اعتداء‬
    ‫دولة على دولة أخرى‪ ،‬مما زلزل‬          ‫إضافة إلى عدم توقفه عن كتابة‬           ‫يكفي تعبي ًرا عن إعجابي بهذه‬
  ‫فكرة الوطن العربي الكبير الواحد‪،‬‬        ‫المقالات التي يقدم فيها أصوات‬       ‫الرواية؛ الأقرب إلى النوفيلا‪ ،‬أنها‬
 ‫والإخوة‪ ،‬والاتحاد؛ إلخ الأفكار التي‬   ‫أدبية وفنية جديدة‪ ،‬ويناقش قضايا‬        ‫جعلتني أبحث عن أي كتاب عليه‬
‫تغذت عقولنا عليها‪ ،‬ثم جاء من ينفخ‬        ‫المجتمع والسياسة والأدب والفن‬
   ‫فيها فيذروها أدراج الرياح‪ ،‬كانت‬    ‫برؤية عميقة وجريئة وعرض بسيط‬              ‫اسم صاحبها‪ .‬فبهرتني «البلدة‬
  ‫حيرة جيلي‪ ،‬وتشتته‪ ،‬وعدم يقينه‪،‬‬       ‫تصل أفكاره لكل مستويات التلقي‪.‬‬        ‫الأخرى»‪ ،‬و»بيت الياسمين»‪ ،‬و»لا‬
‫وعدم ثقته فيمن يقودونه‪ ،‬لا تختلف‬        ‫كما أن من يقرأ أعمال إبراهيم عبد‬    ‫أحد ينام في الإسكندرية»‪ ،‬و»طيور‬
‫عن حيرة الجيل التي تعبر عنه رواية‬       ‫المجيد بتسلسلها الزمني؛ يمكنه أن‬   ‫العنبر»‪ ،‬و»في كل أسبوع يوم جمعة»‬
     ‫إبراهيم عبد المجيد (في الصيف‬         ‫يرى صورة حقيقية للوطن وما‬           ‫إلخ‪ .‬لم أذكر كل ما كتبه الأستاذ‪،‬‬
  ‫السابع والستون) ولن تختلف عن‬             ‫عاشه من خلال تفاعل الروائي‬        ‫أو كل ما قرأته‪ ،‬لكنني تعمدت تلك‬
‫حيرة أجيال تالية تشهد سقوط أفكار‬      ‫المثقف الفاعل مع قضايا هذا الوطن‪.‬‬      ‫القفزات في ذكر الأعمال لأشير إلى‬
‫عظمى‪ ،‬ومقولات كبرى‪ ،‬وأشخاص‪،‬‬               ‫عندما قرأت (في الصيف السابع‬
 ‫وقيم‪ ،‬ودول‪ ،‬فيضعها هذا السقوط‬              ‫والستين) أخذتني في دوامتها‬            ‫ملاحظات مهمة بالنسبة لي‪.‬‬
                                                                               ‫فقد يعجبك كتاب أو أكثر لكاتب‬
                                                                            ‫ما‪ ،‬لكنك لا تحرص على متابعته في‬
                                                                              ‫(كل) ما يكتب‪ ،‬لأن البعض يكرر‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256