Page 248 - merit 39 feb 2022
P. 248

‫العـدد ‪38‬‬                         ‫‪246‬‬

                                    ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

  ‫خضوعها لإدارة صندوق الدين‬          ‫متر من السكك بمحازة المحطات‬            ‫سنة ‪1865‬م‪ ،‬وفي ذات العام‬
 ‫تقد ًما كبي ًرا‪ ،‬غير أنها مع تحسن‬                     ‫المذكورة(‪.)13‬‬      ‫افتتح الخط من قليوب للقناطر‬
                                                                        ‫الخيرية‪ ،‬والخط من شبين الكوم‬
   ‫الوضع الاقتصادي سرعان ما‬             ‫قلبت السكة الحديد الحياة في‬       ‫لطنطا افتتح في سنة ‪ ،1866‬في‬
    ‫عادت إلى الدولة المصرية مرة‬      ‫مصر‪ ،‬ذكر علي باشا مبارك أنها‬       ‫حين افتتح خط الواسطي للفيوم‬
‫أخرى في بدايات القرن العشرين‪،‬‬                                             ‫وأبوكساه في ‪ ،1869‬وفي ذات‬
 ‫وتشير موازنة الحكومة المصرية‬           ‫أدت إلى (تعظيم رغبة التجار‬
    ‫في عام ‪ 1913‬إلى أن الحكومة‬          ‫في استعمال السكك الحديدية‬            ‫السنة افتتح الخط من قلين‬
                                       ‫وانهالت البضائع على اختلاف‬      ‫لكفرالشيخ‪ ،‬وفي سنة ‪ 1891‬افتتح‬
     ‫خصصت اعتمادت مفتوحة‬
‫لتنفيذ مشروعات نظارة الأشغال‬              ‫أنواعها على جميع المحطات‬         ‫الخط من شبين الكوم لمنوف‪،‬‬
 ‫العمومية‪ ،‬ومن بينها إكمال طرق‬       ‫تجارية وزراعية(‪ ))14‬ومع دخول‬       ‫وكذا الخط من الفيوم لسنورس‬
                                     ‫مصر اقتصاد السوق القائم على‬
  ‫السكة الحديد بين بعض المدن‪،‬‬       ‫التعامل النقدي‪ ،‬وفتح الباب أمام‬            ‫وكذلك الخط من دمنهور‬
 ‫مثل خط زفتي الزقازيق وتكملة‬        ‫رؤوس الأموال والتجارة الدولية‪،‬‬                          ‫للرحمانية‪.‬‬

   ‫خط كفر الزيات منوف وإتمام‬            ‫أي حرية التجارة‪ ،‬مع وجود‬          ‫في سنة ‪ 1872‬افتتح الخط من‬
      ‫الكوبري الجديد على الترعة‬     ‫روابط سريعة بين المدن المصرية‪،‬‬        ‫طره لحلوان‪ ،‬وافتتح خط باب‬
                                    ‫ونتيجة حرية التجارة انتشرت في‬      ‫اللوق طره في سنة ‪ ،1890‬وافتتح‬
‫الإبراهيمية في أسيوط‪ ،‬واستمرار‬                                             ‫خط الاسماعيلية بورسعيد في‬
    ‫العمل في كوبري إمبابة الذي‬       ‫عهد سعيد باشا بيوت التصدير‬           ‫‪ ،1904‬هذا كله وغيره أدى إلى‬
     ‫سيربط لاح ًقا خطي الصعيد‬            ‫الأجنبية التي كانت قائمة في‬    ‫أن صارت خطوط السكة الحديد‬
                                       ‫الإسكندرية حينذاك‪ ،‬فأرسلت‬          ‫في مصر في سنة ‪1569 ،1891‬‬
‫الوجه البحري‪ ،‬والشروع في بناء‬            ‫وكلاءها التجاريين إلى المدن‬        ‫كيلومتر‪ ،‬وعدد المحطات على‬
    ‫محطة جديدة في الإسكندرية‬                                              ‫هذه الخطوط ‪ 168‬محطة‪ ،‬وفي‬
      ‫ومحطة كوبري الليمون في‬         ‫المصرية لشراء المنتجات المحلية‪،‬‬     ‫سنة ‪ 1917‬صار طول الخطوط‬
                                         ‫والإشراف على نقلها تمهي ًدا‬    ‫في مصر ‪ 2329‬كيلو متر وعدد‬
‫القاهرة‪ ،‬وتجديد قضبان الخطوط‬                                              ‫المحطات ‪ 204‬محطة‪ ،‬بخلاف‬
           ‫وإصلاح المحطات(‪.)18‬‬         ‫لتصديرها‪ ،‬من هنا بدأت بذور‬        ‫‪ 74‬نقطة تقف عندها القطارات‪،‬‬
                                      ‫الرأسمالية المصرية الحديثة(‪.)15‬‬  ‫إضافة لخط الأقصر أسوان‪ ،‬وهو‬
       ‫كان من نتاج هذا الصعود‬                                           ‫خط ضيق (أقل عر ًضا آنذاك عن‬
   ‫المستمر في دور السكة الحديد‬         ‫هذا يفسر تصاعد الدور الذي‬         ‫باقي الخطوط في مصر) بطول‬
                                           ‫تقوم به السكة الحديد في‬      ‫‪ 220‬كيلومتر وعدد محطاته ‪17‬‬
       ‫مصر ًّيا ودوليًّا أن شرعت‬                                         ‫محطة‪ ،‬بذلك يكون إجمالي طول‬
   ‫بريطانيا في دراسة مد خطوط‬           ‫الاقتصاد المصري‪ ،‬حتى رهن‬            ‫السكة الحديد في مصر آنذاك‬
   ‫السكة الحديد من الإسكندرية‬       ‫الخديو إسماعيل في أحد قروضه‬        ‫‪ 2549‬كيلو متر بها ‪ 295‬محطة‪،‬‬
  ‫إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا‬
   ‫بطول ‪ 5‬آلاف ميل‪ ،‬منها ألفي‬             ‫دخل السكة الحديد وميناء‬            ‫ومن سنة ‪ 1917‬إلى ‪،1925‬‬
                                       ‫الإسكندرية(‪ ،)16‬وعندما أصدر‬        ‫أصبحت أطوال خطوط السكك‬
      ‫ميل كانت منشأة في مصر‬           ‫الخديو توفيق في ‪ 1880‬قانون‬         ‫الحديدية في مصر ‪ 2458‬كيلو‬
‫والسودان‪ ،‬وفي الجنوب كان خط‬            ‫تصفية الدين نص البند الثالث‬         ‫مت ًرا وباعتبار بعض الخطوط‬
                                       ‫فيه على توجيه صافي إيرادات‬          ‫مزدوجة تكون أطوالها ‪3117‬‬
   ‫السكة الحديد ممت ًّدا من مدينة‬                                        ‫كيلومت ًرا‪ ،‬وعدد محطاتها ‪377‬‬
‫كيب تاون إلى بولا وأيوه‪ ،‬ومعظم‬            ‫السكة الحديد والتلغرافات‬         ‫محطة هذا بخلاف ‪ 987‬كيلو‬
                                           ‫وميناء الإسكندرية لسداد‬
    ‫هذا الخط المقترح كانت بلاده‬          ‫فوائد استهلاك الدين الممتاز‬
    ‫تخضع للاحتلال البريطاني‪،‬‬            ‫دون غيره‪ ،‬وهكذا ذهب إيراد‬
‫طرح هذا المشروع في عام ‪،1905‬‬              ‫ضخم لسداد ديون الخديو‬
 ‫وكان المستفيد الأكبر منه ‪-‬طب ًقا‬       ‫اسماعيل العبثية(‪ .)17‬لم تشهد‬
‫لدراساته الأولى‪ -‬مدينة الخرطوم‬          ‫السكة الحديد في مصر خلال‬

      ‫التي كان يبلغ عدد سكانها‬
   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253