Page 243 - merit 39 feb 2022
P. 243
241 ثقافات وفنون
شخصيات
،1840فمن هو عباس حلمي
الأول إ ًذا وماذا حقق لمصر؟
عباس حلمي الأول
رفاعة الطهطاوي علي باشا مبارك محمد علي باشا ولد عباس حلمي بن طوسون
باشا بن محمد على سنة 1299
تواجه مصر أزمة تشغيل أولئك لسيطرة الأوربيين بعد ذلك على هجرية 1812 /ميلادية ،وتنقل في
الخريجين كما حدث في أوروبا اقتصاد مصر عبر صندوق الدين عدد من الوظائف الحكومية أثناء
التي عانت من تعليم أبناء العامة حكم جدة محمد على مما أكسبه
وذكر في خطابه“ :فإذا كان هذا ثم الاحتلال البريطاني لمصر، خبرات في إدارة الدولة ،اشترك
المثال أمام الأنظار فمن الواجب أن ولذا لم يندفع في مشاريع دون في حروب الدولة مع إبراهيم باشا
تتفضلوا فتكتفوا بتعليم القراءة طاقة الدولة ،بل قاد عملية تحديث بالشام ،تولى مديرية الغربية سنة
والكتابة لعدد وافر منهم لأعمال محسوبة ،وفي عهده أُرسل عدد ،1833فمفت ًشا للأقاليم البحرية
سنة ،1835ثم كتخدا بك حتى
الرياسة غير مولعين بتعميم من المبعوثين فهو لم يوقف
ذلك التعليم” ،وقد انعكست أزمة البعثات نهائيًّا ،وكان من المبعوثين ُعيِّن واليًا على مصر مع وفاة
1841 /1840في أعقاب تقليص عمه إبراهيم باشا عام 1848ثم
دور مصر وطموحات محمد علي محمود باشا الفلكي الذي ابتعث وفاة جدة محمد على 1849الذي
بعد أن أدركت الدول الأوروبية لفرنسا لدراسة الهندسة وأصبح
كان يعاني من أمراض أعاقته
خطورة انتصاراته على الدولة أول عالم مصري في الفلك ،أما عن ممارسة السلطة بعد وفاة
العثمانية عليها ،ففي أكتوبر 1841 تقليص التعليم الذي ُر ِم َي به فقد ابنه الأكبر ،كان عباس حلمي
وافق محمد علي على عدة قرارات مدر ًكا أن وضع حكم مصر بعد
بدأ في عهد محمد علي كسياسة محمد على سيكون تحت ف َّكي
اتخذتها لجنة شكلت برئاسة من الدولة ،لقد كان الهدف من
إبراهيم باشا للنظر في شئون التعليم هو إعداد الكوادر للجيش كماشة أحد أضلاعها الدولة
التعليم ،ألغي بمقتضاها عدد العثمانية التي سعت لانتقاص
من مدارس المبتديان كما ألغيت ولمشروعات التصنيع وكذلك الاستقلال النسبي الذي حصلت
المدرسة التجهيزية في القاهرة إعداد الموظفين للجهاز الاداري عليه مصر ،ثم السيطرة على
ومدرسة الموسيقى ،غير أن لجنة للدولة ،لكن في عام 1831أرسل مصر مرة أخرى ،والضلع الآخر
محمد علي خطا ًبا لابنه إبراهيم هو الضغوط الأوربية المتعددة
يبدي فيه تخوفه من التوسع للحصول على أكبر مكاسب
في التعليم الحديث حتى لا من مصر خاصة مع الصراع
الفرنسي البريطاني للهيمنة على
مصر ،لذا سعي لسياسة حذرة
رأى البعض أنها كانت سببًا في
تراجع مصر ،سياسة عباس
الحذرة تطلبت تقليص النفقات
حتى لا يلجأ للاستدانة كما فعل
إسماعيل بعده فأغرق نفسه
ومصر في الديون التي أدت