Page 229 - merit 40 apr 2022
P. 229
227 الملف الثقـافي
وقوعها أمام صفاء المرآة- جبرا إبراهيم جبرا نهارات وليالي مجتمعاتنا
انعكاس صورته الحقيقية العربية ،والتي تكثر
بين جدران الغرفة المضاءة. والرؤية في الممارسات
واللأفعال وإشباع رغباته الأحاديث فيها عن النميمة
وقد حصل الكثير من والفضائح والتنمر الجارح
ترسيخ الازدواجية في الحياتية ثقافيًّا وجسد ًّيا في إعادة تفاصيل تكوينات
تصرفات الفرد داخل حركة ونفسيًّا وجنسيًّا ،عبر
المجتمع العراقي ،والأمر خصوصيات الآخرين،
يحذر منه علماء النفس أسلوب التعتيم الداكن غير حيث يتم تبادلها وتداولها
والاجتماع ،فماذا تكون الواضح ،متستر بدلالة شفاه ًة من غير أن يكتب
فعاليات الإنسان مث ًل
حين نجده رج ًل يرتدي مفاهيم يبني عليها تعاملاته لها العلن الإعلامي أو
بزة الدين ،وهو سارق الدالة لغاياته المخبَّأة في إشهارها ،بسبب القوانين
وكاذب ومزور وقاتل في الأخلاقية المحكمة والقاسية
العلن وخطاباته وهو يرفع عمق سيكولوجيته وطرائقه
كتاب الله وتفاسيره له النفسية ،التي كثي ًرا ما التي تتحكم في ثقافة
فقط بما تقتضي حاجته ردود الأفعال ،التي تقود
ومآربه .وهذا ما نجده تبين وتنكشف -في سرعة
في رجل الدين العراقي ممارسات مجتماعاتنا
الذي أصبح مؤث ًرا وبقوة العربية ،حيث جاهزيتها
في إدارة الحياة العامة في ملاحقتها بوصمة العار
والخاصة داخل المجتمع والعيب وفحشاء الرذيلة
العراقي ،من خلال أروقة كمقياس ميزانها الاجتماعي
في مسمياتها الدلالية ،في
تشريع قوانين تعزز صياغة قاعدتها القانونية
رؤيته من على منصة قبة الاجتماعية العامة في الفعل
البرلمان في بغداد ،أو قيادته
لفصائل مدججة بالسلاح والرؤية.
ومن المنطلق أعلاه نجد
وهي تتكئ على جدران أن المواطن العربي ما هو
دولة معدومة الخصائص إلا إنسان ذو شخصية
والقوام ،وأنا هنا أتحدث إزدواجية المعايير والحكم
عن الازدواجية في
التعامل اليومي وقوانينها
الاجتماعية المتحكمة في
العلاقات العامة والخاصة،
حيث التأثير المتبادل في
حياة أفراد المجتمع داخل
الخارطة العراقية ،ويمكن
لنا بسهولة الاطلاع على
نموذج من ذلك عبر تقرير
تليفزيوني مصور لمحطة