Page 256 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 256
العـدد 30 254
يونيو ٢٠٢1 نفس القصيدة قد يكتبها في
كلمات يتخللها العديد من علامات
الاستفهام التي قد يستغرق
الاجابة عليها من قبل المتلقي
أطول من عمر العراق نفسه
بأساطيره وآلهته ،حتى حين
يهمس بها لنفسه ،لن يترك العالم
في حاله ،فأجمل القصائد سيصفر
بها للريح ..وسيمنح هذا العالم
ألوا ًنا عديدة للفرح.
مشكلة يحيى الشيخ كما وصفها
هو في كتابه سيرة الرماد -الرماد
ذلك المادة الخام التي يستمد منها
اللون الرمادي تسميته ،الرماد
المادة غير القابلة للاحتراق الذي
وصف بها الشيخ نفسه ،أي
س ّر يحمله هذا اللون ،بل قل:
أي حظ حظى به هذا اللون في
دولاب الألوان لكي يصف به
الشيخ نفسه -والتي تبدو من
بداياته وتاريخه المبكر وأول
معرض له عام 1965حين عرض
لوحة بالأبيض والأسود :جذعان
أبيضان يتوسطان مربع اللوحة
الرمادي ،تكمن في نزعته الطاردة
للسرد ،ورغبته في إفراغ اللوحة،
والاكتفاء بما يلزم منها ،بما يكفي
للدلالة على حياتنا.
فنجد مث ًل الموت في لوحاته
مقتص ًدا وغير زائد ،وفي الوقت
نفسه جمي ًل ومتسام ًحا ومطل ًقا
كما وصفه هو بكلمات فوق
لوحته ،هكذا رأيته أي ًضا ودي ًعا
وصدي ًقا حين أمسكتني اللوحة
من يدي؛ لمست روحي ،أحسست
بشعو ٍر غري ٍب ور ّبما شعر به
غيري كذلك ،لقد عش ُت هذا الموت
مرا ًرا بنفس الطراوة والراحة
النفسيّة التي تصدرها لي اللوحة..

