Page 259 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فن تشكيلي‬

    ‫الفنان عند الحاجة فتأتي بكل‬       ‫أجدادك اليوم؛‪ /‬لكنهم يستبيحون‬         ‫عينيه‪ ،‬وقد ينظرون في الناحية‬
  ‫بصيرتها ومعرفتها بالإجابات‪..‬‬              ‫حياتك‪ ،‬ويهدرون دمك‪ /‬ألا‬       ‫الأخرى ويودون لو يهربون من‬
 ‫يحيى الشيخ بكل تمكن استخدم‬                                              ‫اللوحة‪ ،‬فلا قدرة لهم على مواجهة‬
‫الأبيض والأسود برماديتهما لنقل‬         ‫يكفيك هذا اليقين؛‪ /‬إنك ستظهر‬       ‫أحد‪ .‬إنهم الأشخاص الرماديون‬
‫رؤى الأشخاص داخله وخارجه‪،‬‬             ‫لهم بعد آلاف السنين‪ /‬وسيركع‬         ‫الحريصون على أ َّل يو ّرطهم أحد‬

     ‫وكل مخاوفهم خارج الزمان‬               ‫أحفادهم أمام عتباتك»‪( .‬من‬         ‫أو يو ّرطون أنفسهم في شيء‬
 ‫والمكان‪ ،‬بل خارج المتخيل لأر ٍض‬         ‫رسائل زهرون) على هؤلاء ألا‬        ‫يحمون مشاعرهم ما استطاعوا‬
‫بك ٍر تناسب تلك الهواجس وتحنو‬            ‫يشغلهم شيء‪ ،‬ستدور الدائرة‬
                                       ‫ويأتي الأحفاد في زما ٍن ما يتلون‬                   ‫إلى ذلك سبيلا‪.‬‬
                         ‫عليها‪.‬‬         ‫الصلوات على أرواحهم ويردون‬         ‫لهؤلاء الرماديون تحدي ًدا يرسم‬
       ‫في اللوحة رقم (‪ )5‬يجسد‬             ‫لهم حقهم المسلوب في المجد‪..‬‬     ‫الشيخ تلك اللوحات ويكتب هذه‬
‫الضعف في أبهى صوره‪ ،‬ويرافق‬            ‫هكذا ببساطة الرمادي‪ ،‬ببشاشته‬
 ‫ذلك كلمات من بلور وندى تعمل‬                                                  ‫الكلمات‪« :‬الكل يعبد أجدادك‬
    ‫على الابتسام في وجه الخوف‬               ‫وهشاشته وتبشيره بأمور‬            ‫الآن‪ /‬يحجون إلى مقاماتهم‪/‬‬
      ‫والربت على كتفه‪« :‬أنا فقي ٌر‬                     ‫إيجابية قادمة‪.‬‬       ‫يقفون بخشوع أمام أحجارهم‬
‫وضعيف ومنفي‪ /‬كسير الجناح‪/‬‬                                                  ‫ويسجدون‪ /‬أجل إنهم يخشون‬
‫لكنهم جمي ًعا يتمنون لو ورثوا ما‬      ‫حين يقوم الفنان برسم الهواجس‬
  ‫ورثته عنك‪ /:‬حبك ال ّسرمدي»‪.‬‬          ‫والمخاوف ويجسد حيرة الأسئلة‬
  ‫الخوف أحد أبنائنا الذي أنجبته‬         ‫أو حتى عندما يريد أن يعود إلى‬
    ‫أرحامنا ذات مرات عديدة كنا‬
 ‫نهرب فيها من شيء ما‪ ،‬أحد ما‪،‬‬             ‫أماكن فقد طريقه إليها‪ ،‬فعليه‬
‫تاريخ ما؛ وأنكرناه‪ ..‬يحيى الشيخ‬           ‫أن يعود إلى أعماقه ليختار ما‬
     ‫لا يغيّب أب ًدا أحد أبنائه عنه‪.‬‬       ‫يناسب ذلك من ألوان‪ ،‬وأظن‬
                                        ‫أن داخل كل فنان يقف الأبيض‬
                                        ‫والأسود في مقدمة الألوان التي‬
                                        ‫تأتي لمثل هكذا مواقف‪ ،‬يدعوها‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264