Page 261 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 261

‫‪259‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فن تشكيلي‬

  ‫ياسمين‪ /‬آه‪ ..‬ما أقصر ساعات‬              ‫الآخرين أي ًضا‪ ،‬وأخرى تدعوك‬     ‫ويزعجك صوته المغبّر ال ِعكر؛ قد‬
‫النعيم!‪ /‬ما أطول ساعات العدم!»‪.‬‬            ‫للحب‪ ،‬للحبيبة التي فيه تشبه‬     ‫يباغتك في لوحة جواره شخص‬
                                          ‫المعجزات والآلهة‪ ،‬ويفوح منها‬    ‫يستريح على صخور منخورة في‬
  ‫من يكتب الشعر ويرسمه بنفس‬             ‫رائحة الليلك أو يفوح من الحكاية‬    ‫البحر القديم المقيم فيه بلا منّه؛‬
  ‫المهارة؛ لا أظن أنه إنسان عادي‬          ‫نفسها التي تتمنى لو أنك جزء‬    ‫ستسمع بكل وضح ذاك الشخص‬
                                                                            ‫يقول‪« :‬قالوا عني حكي ًما‪ ..‬هل‬
     ‫يملك حياة واحدة‪ .‬بل إنسان‬                                   ‫منها‪.‬‬    ‫رأيت حكي ًما ينفصل عن ظله؟!»‪،‬‬
  ‫امتد به الزمن عبر قرون عديدة‬              ‫يقول يحيى الشيخ في كلمات‬
   ‫ينتقل بين الأيام بخفة دون أن‬             ‫مرافقة لإحدى تلك اللوحات‪:‬‬          ‫ويتركك هكذا تقلب السؤال‬
‫يشيخ‪ ،‬وأنا معه تما ًما حين يقول‪:‬‬        ‫«كانت عند رأسي تحرس نومي‪/‬‬           ‫ويمضي في بحره منفص ًل عن‬
‫«تراودني فكرة أني كنت أكثر من‬             ‫تتأمل انبلاجي الجديد من بين‬       ‫ظله‪ ،‬ظله ذاك النبي الذي تبعه‬
‫واحد عاشوا الزمن ذاته‪ ،‬أو واحد‬            ‫ركام آدميتي الفانية وهذياني‪/‬‬
   ‫عاش زمنين»‪ .‬وأشفق عليه حين‬            ‫انحنت وغشت وجهي بخصلات‬                    ‫يو ًما ثم شك برسالته‪.‬‬
‫يقول‪« :‬أهرع إلى المرأة فلا أرى أح ًدا‪.‬‬                                      ‫وهناك لوحات تدعوك للتأمل‪،‬‬
                                              ‫شعرها‪ /‬وهطلت غيمة من‬         ‫ربما تتأمل قدرك الذي هو قدر‬
       ‫من عاش إذن تلك السنين؟»‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266