Page 266 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 266
العـدد 30 264
يونيو ٢٠٢1
قام بها عدد من الدارسين الكبار وفي العناية والاهتمام بالتنويع لا حصر لها؟ مكانتها وسط المنتج
ممن اهتموا بالأدب الشعبي المستمر من خلال عالم الأساطير الأدبي العالمي؟ لغتها وأساليب
وفنونه( .)5ويرى السيد إمام أن المتألق للسحرة والعجائب ،ما تأليفها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها
أثر الليالي لم يقتصر على الآداب يجعل العالم أكثر اتسا ًعا وثرا ًء تجيب عنها موسوعة الليالي
وين ِّمي القوى الإنسانية ،وينقلنا
والفنون ،بل امتد إلى الحركة إ ِلحىياآ َلفاال ِمقفاالجرآوتع»ِة2(،و)ي.ثي ُر دهش َت َنا العربية التي ألفها وجمع مادتها
النسوية في الغرب والشرق على ثم يعرج السيد إمام في مقدمته اثنان من أبرز المتخصصين في
على موقف «ابن النديم» صاحب الدراسات العربية وتاريخ الحكي
حد سواء(.)6 الفهرست ،والإمام «محمد عبده» العربي على وجه الخصوص هما
ثم بعد تلك المقدمة المستفيضة وغيرهما من «المتزمتين» الذين أورليش مارزوف وريتشارد فان
رفضوا الليالي العربية واقعي َن
ندلف إلى مقدمة الطبعة ليفن»(.)1
الإنجليزية ،والتي كتبها أحد تحت سطوة هاج َسي ِن هما ومن تأملنا في هذه الأسئل ِة
مؤل َفي الموسوعة ،وهو «أولريش هاجس اللغة من جهة وهاجس أو التساؤلا ِت ،نستنت ُج أن
مارزوف» ،فيذكر فيها أن أسمار الأخلاق من جهة أخرى ،فض ًل الكتا َب المتر َج َم الذي بين أيدينا
الليالي العربية The Arabian عن عنصر الكذب والإغراق في دائرة معارف خاصة بـ»الليالي
،Nights’ Entertainments الخيال( .)3فيذكر أن ألف ليلة العربية» .كل ما تو ُّد معرفته
واختصا ًرا الليالي العربيةُ ،يحت َفى كباح ٍث ،أو كمتعط ٍش لإكمال
بها في الغرب بوصفها الإسهام وليلة كانت «ضحية التفريق معلومات َك ،أو ك ُم ِح ٍّب عاش ٍق
الأهم للغة العربية ،ومن ثم القائم على تحيز أيديولوجي بين لـ»ألف ليلة وليلة» .ك ُّل ذلك وأكث ُر
للثقافة الإسلامية ،في الأدب أد ٍب رفي ٍع يخ ُّص النخبة يستخدم تترقر ُق جداو ُل ُه بين َدف َتي هذا
العالمي .كما يلفت انتباهنا إلى اللغة العربية الكلاسيكية المتوارثة الكتاب ،المكو ِن في نسخته العربية
أن الفكرة الأصلية للموسوعة من مجلدي ِن ضخمي ِن .أما المقدمة
الحالية تم تصورها عام ،1997 أدا ًة للتعبير ،وأد ٍب هاب ٍط أو الأولى فبقلم المترجم ،وقد أبان
كما ويشير إلى الدور المهم الذي مبتذ ٍل يخص العامة أو الدهماء. فيها عن «هوس» الغرب بألف
قام به باح ٌث ثال ٌث يدعى «حسن يستخدم اللغة العامية أو الدارجة ليلة وليلة ،وتعدد الترجمات
وسوف» .وبتواضع العلماء ،لا المعبرة عن همومهم ،وهو أحد لها ،وتنوعها طب ًقا لمن تترجم
يدعي مقدم الموسوعة باكتمالها إليهم ،قبل أن يخوض في نقل
المطلق ،بل هي «تواصل الإيحا َء تجليات التفاوت الطبقي الذي ما يؤكده أدباء عالميون كبار من
ببحو ٍث جديد ٍة ،وسوف يقدم كان يقسم المجتمع إلى طبقتين تأثرهم بتلك الليالي ،مثل ماركيز
العام التذكاري لليالي العربية وبورخيس وإيكو وغيرهم .وأما
بالضرورة دراسا ٍت جديد ًة تلقي متمايزتين»(.)4 عن أصل ألف ليلة وليلة ،فقد ذكر
الضو َء على جوانب من اللغة ويحدثنا المترجم عن ترجمة السيد إمام أن شيخ المستشرقين
العربية لم يتطرق إليها أحد حتى «جالان» التي لفتت الانتباه إلى الفرنسيين «سلفستر دي ساسي»
الأصل العربي لليالي فا َّت َج َه رفض صراحة فرضية الأصل
الآن(.)7 المترجمون إلى هذا الأصل ينقلون الهندي أو الفارسي لنصها وشكك
بعد المقدمتين ،ننتقل إلى عنه .ويعرج على الالتفا ِت الحقيق ِّي في صحة الفقرة التي أوردها
مقالات تمهيدية عددها أربعة إلى ألف ليلة وليلة في الدراسات «المسعودي» في «مروج الذهب»،
عشر مقا ًل ،وعنوان أول تلك العربية ،في رسالة الدكتوراه بل إن سيلفستر هو القائل:
المقالات «الأسلوب الأدبي التي تقدمت بها سهير القلماوي «يجب أن نعد العرب معلمين
والتقنية السردية في الليالي إلى جامعة القاهرة بتشجيع من لنا في ابتكار الأحداث الشيقة،
العربية» “Literary Form and طه حسين ،تلك الرسالة التي
Narrative Technique in the أعقبتها مجموعة من الدراسات