Page 222 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 222

‫العـدد ‪29‬‬                           ‫‪220‬‬

                                   ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

   ‫عدد أعماله المعقول الآخذ في‬       ‫جزا ًفا بلا كيل ولا وزن‪ ،‬وإذا‬      ‫ولم أقل حتى يتخفف‪ ،‬وتركت‬
 ‫الزيادة‪ ،‬كثرة طبعاته والتراجم‬        ‫كنت وصفت من ينطقون به‬                  ‫له كيفية الفعل‪ ،‬لو شاءه‪،‬‬
                                   ‫وص ًفا لا يدع لمغرض ثغرة ينفذ‬
       ‫له‪ ،‬إمكانية تحويل بعض‬         ‫منها مرتا ًبا ولا طاعنًا‪ ،‬فإنني‬    ‫وبالآلية التي يطمئن إليها‪ ،‬وما‬
  ‫الأعمال إلى سينما استقطابية‬          ‫أسوق للمهتمين‪ ،‬باختصار‪،‬‬           ‫أقصده بالضبط‪ ،‬كي لا يكون‬
                                     ‫أسبابهم في اختيار هذا الاسم‬       ‫الكلام غائ ًما ولا عائ ًما‪ ،‬أن يفتح‬
    ‫(جماهيرية‪ ،‬وتحوز إعجاب‬                                               ‫لنفسه أبوا ًبا في الكتابة تغلقها‬
   ‫حكماء المهنة بنفس الدرجة)‪.‬‬                  ‫لإلباسه ُحلَّة الفخر‪:‬‬   ‫الحرية الفياضة التي ُيظن كثي ًرا‬
  ‫‪ -‬حراكه الإيجابي المستمر في‬        ‫‪ -‬شاعرية نثره المفرطة «لغته‬           ‫أنها تفتح كل الأبواب‪ ،‬بينما‬
 ‫ميدانه‪ ،‬تراكم خبراته‪ ،‬علاقاته‬                                         ‫تفتح وتغلق ولا تفتح فقط‪ ،‬وقد‬
                                       ‫ذات ال ِّشعرية الباذخة»‪ ،‬تلك‬       ‫لا يتعين عليه شيء مما أبدو‬
       ‫الطبيعية الجيدة بالداخل‬     ‫التي جعلت بعض المتخصصين‬                ‫ناص ًحا به الآن أو داعيًا إليه‪،‬‬
                      ‫والخارج‪.‬‬      ‫يعاملون نثره‪ ،‬من البداية‪ ،‬على‬        ‫وأتخيله يسمعني بتركيز تام‪،‬‬
                                                                       ‫ويفهم تما ًما أن ما أرمي إليه لا‬
    ‫‪ -‬احترافيته في إدارة كيانه‬         ‫أنه شعر خالص‪ ،‬أي بمثابة‬           ‫صلة له بالقيود من أي حجم‬
     ‫بكلياته (بما في ذلك الواقع‬                     ‫قصائد نثرية‪.‬‬        ‫ونوع‪ ..‬فإنني‪ ،‬وهو يعلم عل ًما‬
                                                                         ‫أكي ًدا‪ ،‬واح ٌد من الذين يمقتون‬
          ‫تحت حكم الحواس)‪.‬‬                 ‫‪ -‬غرائبيته غير المن ِّفرة‪،‬‬
  ‫هناك تفاصيل أبعد غو ًرا لهذه‬     ‫والغرائبيون عادة ما ين ِف ُر منهم‬       ‫الحبس مقتًا ليس له حدود‪،‬‬
                                                                          ‫أ َّي حبس وك َّل حبس‪ ،‬لكنني‬
    ‫السطور المجملة‪ ،‬غير أني لا‬                    ‫قراؤهم بسرعة‪.‬‬           ‫مع ذلك أرى له فوائد أحيا ًنا‬
  ‫أحب إرهاق القراء بمثلها‪ ،‬كما‬      ‫‪ -‬استقلالية نظرته إلى جذوره‬        ‫ببعض الساحات والسياحات لا‬
  ‫أن مقالتي عن طارق إمام‪ ،‬في‬       ‫الوطنية واحتمالها عدة تأويلات‬
                                                                                              ‫جميعها!‬
    ‫ُج ِّل أبعادها‪ ،‬مقالة لا تحوي‬     ‫مذهلة‪ ،‬ثم للعالم انطلا ًقا من‬      ‫في أحاديثي الخاصة الطويلة‪،‬‬
   ‫تحلي ًل لجماليات أعماله‪ ،‬ولا‬                           ‫الجذور‪.‬‬       ‫عن الإبداع والمكافأة والمبدعين‬
    ‫تتوقف عند هذا الركن دون‬                                              ‫والجوائز‪ ،‬مع جماعات كثيرة‬
‫سواه‪ ،‬هي مقالة شاملة‪ ،‬تتناوله‬            ‫‪ -‬جمعه لمستويات ذهنية‬
‫تناو ًل عا ًّما يضيء كافة زواياه‪،‬‬  ‫تتباين تجلياتها‪ ،‬بسلاسة فاتنة‪،‬‬           ‫(معتبرة وموضوعية) من‬
                                                                              ‫كتابنا المبدعين ومحللينا‬
     ‫بما فيها الأعمال بلا تفنيد‬       ‫كالوعي واللاوعي على سبيل‬                               ‫الثقافيين‬
‫حساب‪ ،‬وقد لا يستطيع المتأمل‬                                 ‫المثال‪.‬‬                            ‫النبهاء؛‬
‫له بعدها أن يتجاهل قولي بينما‬                                                              ‫كنا َن ْخلُص‬
                                         ‫‪ -‬نبوغه في سن صغيرة‪،‬‬                                ‫دائ ًما إلى‬
                                                                                         ‫كونه الأقرب‬
                                                                                         ‫للحصول على‬
                                                                                       ‫نوبل في الآداب‬
                                                                                             ‫مستقب ًل‪،‬‬
                                                                                              ‫والأجدر‬
                                                                                             ‫بالجائزة‬
                                                                                         ‫الكبرى‪ .‬كلام‬
                                                                                        ‫كهذا الكلام لا‬
                                                                                        ‫يجب أن يكون‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227