Page 225 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 225
223 ثقافات وفنون
حدث
نادر عباسي فاروق حسني ثروت عكاشة شدة سكرة الفرحة والابتهاج،
إلا أنها لفتت أنظار وانتباه
لقد ُح ِرمنا من مشاهدة الموكب الإرسال إلى مشاهدة حفل موسيقي
وهو يسير متخل ًل شوارع القاهرة، (كونسرت) بمصاحبة بعض المشاهد البعض منهم وأحزنتهم ،مثلما
و ُح ِرمنا من مشاهدة طقوس الجلال حدث مع الكثير من الأجانب
والهيبة ومشاهدة التاريخ المجيد يمر المسجلة والتي كانت تعرض على
أمام أعيننا .لقد َحرمونا عم ًدا أو غفل ًة الشاشة مواقع الآثار المصرية القديمة خارج الوطن ،وهي أننا لم
من مشاهدة لحظات عودة التاريخ نشهد الحدث بكامله ولم
وبرفقتها عروض استعراضية نشهد تفاصيل كل لحظة مر
من جديد ،دون أسباب واضحة، راقصة .وبعد وقت طويل يعود بها الموكب الجليل .لم نشهده
حتى ولو كان هذا لأسباب أمنية، إلينا مشهد الموكب من جديد ،ولكن كام ًل كما ينبغي ،لقد اكتفى
فمن المؤكد أن الدولة -وهي قادرة في لحظاته الأخيرة عند وصوله القائمون عليه بأن جعلونا
على ذلك -قد وضعت كل التدابير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، نشهد اللحظات أو الدقائق
والاستعدادات الأمنية اللازمة .كان واستقبال السيد عبد الفتاح السيسي الأولى فقط عند بدء خروج
من الممكن وعلى أقل تقدير استخدام رئيس الجمهورية للمومياوات ملوك الموكب من المتحف المصري
تقنية التوازي السينمائي ،وهي التنقل بميدان التحرير ،ثم الدقائق
مصر القديمة. الأخيرة عند وصوله إلى
بين الموكب والحفل الموسيقي. متحف الحضارة بالفسطاط،
مر موكب المومياوات وحي ًدا حزينًا في سلمى سرور واختفى الموكب تما ًما بين
شوارع القاهرة بلا أحفاد يشهدونه هاتين المحطتين .ومما زاد
خيبة الأمل المحزنة ،أن الموكب
ولو على شاشات التليفزيون ،كما تقدمه الفتيات ثم الجنود قارعو
ُحرم الأجداد الملوك من لحظات الطبول والخيَّالة ،ثم المركبات حاملة
تواصل تاريخية مع أحفادهم، المومياوات ،وسار بخطوات فيها
ُعجالة شديدة ،لارتباطها -بالتزامن-
و ُحرم الأحفاد من القرب منهم ،كما مع إيقاع أداء الأوركسترا وعازفي
ُحرموا من مشاهدة طقوس حمل الطبول به ،وهو الأوركسترا المرافق
للحدث والذي بدأ العزف في القاعة
المغلقة بمتحف الحضارة بالفسطاط،
تمهي ًدا لبدء الموكب .لقد كان من
الضروري أن يكون إيقاع خطوات
الموكب بطيئة متأنية وثقيلة رصينة
حتى ُتبرز جلال ووقار وعظمة
ومهابة الموكب ،لكن هذا للأسف لم
يحدث.
بعد اللحظات الأولى التي شهدناها
عند خروج الموكب من دار الآثار،
انتقل الإرسال التليفزيوني ليستكمل
بث وقائع الحفل الموسيقى .ومن
تلك اللحظة اختفى موكب المومياوات
الملكي من المشهد تما ًما ،وتحول