Page 233 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 233

‫بروترية‬    ‫ثقافات وفنون‬                                            ‫لوحة الساعات الذائبة ‪ُ 1931‬تظهر أربع ساعات‬
                                                                              ‫بوضوح وفي الخلفية صحراء خالية‬
 ‫جالا ‪2 3 11935‬‬  ‫فنون‬

 ‫تظهر اللوحة‬
    ‫التى يلفها‬
    ‫الغموض‬
   ‫مدى ولاء‬
   ‫دالي لجالا‬

  ‫وفيها اهتم‬
  ‫بالتفاصيل‬
‫الدقيقة مثل‬
‫جاكيت جالا‬
  ‫المزخرف‬
‫بشكل يبدو‬
  ‫لنا شديد‬
 ‫الواقعية‪.‬‬

    ‫بالدولارات؛ وأطلق عليه اسم‬                           ‫النرجسية»‪.‬‬        ‫كموديل‪ .‬وعقب زواجهما بفترة‬
  ‫(أفيدا دولار) وهو اسم نصف‬                            ‫في عام ‪1938‬‬       ‫قليلة أقام أول معرض سيريالي له‬
   ‫إسباني ونصف أمريكي معناه‬                             ‫سافر لزيارة‬      ‫فى لندن ونجح في جذب المزيد من‬
    ‫«الش ِّره إلى الدولار»‪ .‬ولم تمر‬     ‫فرويد فى لندن؛ ورسم له عد ًدا‬     ‫اهتمام الصحافة وخاصة بعد أن‬
‫فترة طويلة قبل أن يتخذ الفنانون‬        ‫من الصور وعرض عليه لوحته‬
 ‫السرياليون قرا ًرا جماعيًّا بفصل‬     ‫«إحياء النرجسية»‪ .‬في ذلك اللقاء‬      ‫ألقى محاضرة فى مكان العرض‬
  ‫دالي من الحركة السريالية‪ .‬غير‬        ‫زوده فرويد بملاحظتين‪ :‬الأولى‬                ‫وهو مرت ٍد بدلة غطس!‬
 ‫أن قرار بريتون زعيم السرياليّة‬          ‫دعاه فيها للبحث في اللوحات‬
                                     ‫الكلاسيكية عن العقل الباطن؛ وفي‬      ‫ُمبدع نرجسي ولوحة ساحرة‬
     ‫والناطق باسمها وفيلسوفها‬        ‫الثانية طلب منه البحث عن الوعي‬
‫بفصل دالي من الحركة السريالية‬                ‫لدى الفنانين السرياليين‪.‬‬     ‫كانت لأفكار (فرويد) تأثير قوي‬
 ‫لم يحبط من عزيمته ولم يزعزع‬                                                  ‫على أعمال دالي والسرياليين‬
 ‫من ثقته بنفسه؛ بل إنه لم يتأخر‬          ‫السريالية هي أنا‬
 ‫في الرد كنرجسي نصبه الجنون‬                                                 ‫بوجه عام‪ .‬وصف فرويد حالة‬
                                           ‫لجأ دالي إلى أساليب ملتوية‬       ‫يصبح فيها الشخص مهوو ًسا‬
  ‫مل ًكا على عرشه‪« :‬ليس بإمكانك‬        ‫لتحقيق الشهرة العالمية كتأييده‬       ‫بنفسه بحيث لا يستطيع محبة‬
     ‫طردي‪ ،‬فالسريالية هي أنا‪..‬‬       ‫لحكم الزعيم الفاشي فرانشيسكو‬          ‫أي أحد آخر؛ وأطلق فرويد على‬
    ‫إن الفارق الوحيد بيني وبين‬                                               ‫هذه الحالة اسم «النرجسية»‪.‬‬
                                          ‫فرانكو في إسبانيا؛ وانبهاره‬
  ‫السرياليين؛ هو أنني سريالي»!‬       ‫بكارزمية الديكتاتور الألمانى هتلر؛‬          ‫واستخدم شخصيات من‬
                                                                           ‫الأساطير القديمة لوصف أنماط‬
‫الحياة في الحلم الأمريكي‬                 ‫فاتهمه الفنانون السيرياليون‬
                                        ‫بأنه مؤيد لليمينيين المتعصبين‬           ‫نفسية خاصة‪ .‬أُعجب دالي‬
 ‫قضى دالي مع جالا أسعد أوقاته‬         ‫ومناصر هتلر‪ .‬واتهمه (بريتون)‬          ‫كثي ًرا بأسطورة «نرسيسوس»‬
 ‫على ميناء لليجات؛ ثم سافرا م ًعا‬                                           ‫التي استخدمها فرويد لوصف‬
                                            ‫أي ًضا بالجشع وسخر منه‬        ‫النرجسية‪ .‬وكتب قصيدة طويلة‬
                                     ‫باعتباره مجنو ًنا بالمال باع روحه‬      ‫عنها في الواقت ذاته الذي كان‬
                                                                           ‫ينفذ فيه لوحته بعنوان‪« :‬إحياء‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238