Page 235 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 235

‫‪233‬‬                 ‫ثقافات وفنون‬

                    ‫كتب‬

                             ‫المقترحات الجمالّية‬

        ‫في «أحلام مورجان فريمان»‬

‫عمران عز الدين‬

   ‫للشاعر عصام أبو زيد (سورية)‬

‫إيستوود دور مساعد مد ّرب‪ ،‬وقد‬                  ‫من التوازن إلى شخصيته‪ .‬وأ ّما‬                                ‫عالج فرويد في كتاب ِه «تفسير‬
 ‫تخ ّر َج على قبض ِة العاشق لل َح َل َب ِة‬       ‫الأحلام من حيث الّلغة فهي‪:‬‬
 ‫ما لا يحصى من الملاكمين الذين‬                                                                                ‫الأحلام» الصراع النفس ّي بين‬
                                               ‫«الأحلام جمع ُح ْلم بض ِّم الحاء‬                                ‫الرغبات اللاشعور ّية المكبوتة‪،‬‬
‫فازوا واشتهروا بفضل تدريبه‬                      ‫وتسكين اللام ويجوز ض ّمها‪،‬‬                                     ‫والمقاومة النفسيّة التي تسعى‬
                                                  ‫فيقال‪ :‬ال ُح َلم مشتق من َح َلم‬
‫لهم وتو ّجهاته‪ ،‬لكنَّهم كانوا‬                   ‫ُح ْل ًما ومعناه من رأى في نومه‬                                   ‫جاهد ًة لكب ِت تلك الرغبات‪،‬‬
  ‫ينكرون فضله‪ .‬كان يطمح لأ ْن‬                ‫رؤيا‪ .‬وقد وردت كلمة الأحلام في‬                                   ‫لِيخل َص إلى اِعتبا ِر الحلم بذاته‬
 ‫يكو َن ُمد ِّر ًبا ُمستق ًّل بذاته‪ ،‬وأ ْن‬     ‫القرآن في آيتين‪ ،‬وهما‪« :‬و َقا ُلوا‬                            ‫ح ًّل وس ًطا‪ ،‬أو ح ًّل توفيقيًّا بين‬
‫يق ّد َر ح َّق قدره‪ ،‬وكان يعمل بك ِّل‬          ‫َأ ْض َغا ُث َأ ْحلا ٍم َو َما َن ْح ُن ِب َت ْأ ِوي ِل‬        ‫تلك الرغبات المُتصارعة‪ .‬الحلم‬
‫ما أوت َي ِم ْن َج َل ٍد و ِم ْن تدري ٍب كي‬   ‫ال َأ ْحلا ِم ِب َعا ِلِين» (يوسف‪،)44 :‬‬                        ‫‪-‬بحسبه‪ -‬يعمل على عدم إقلاق‬
 ‫تحر َز هيلاري سوانك‪ ،‬الهاوية‪،‬‬                ‫و» َقا ُلوا َأ ْض َغا ُث َأ ْح َل ٍم َب ِل ا ْف َت َرا ُه‬       ‫النائم‪ ،‬أو إيقاظه‪ ،‬فإذا ما أح َّس‬
‫والمُدججة بالطموح والغضب َل َقبًا‬                ‫َب ْل ُه َو َشا ِع ٌر َف ْل َي ْأ ِت َنا ِبآ َي ٍة َك َما‬     ‫النائم بالعطش مث ًل‪ ،‬قد ينه ُل‬
  ‫يعوضها ع ّما عاشته ورأته ِم ْن‬                ‫أُ ْر ِس َل ا ْ َل َّو ُلو َن» (الانبياء‪.)5 :‬‬                  ‫في الحل ِم حتّى يرتوي‪ ،‬وبذلك‬
 ‫أل ٍم و ِم ْن معاناة‪ ،‬لكنّها في دربها‬                                                                         ‫ل ْن يضط َر للاستيقاظ لِيشر َب‬
   ‫المحفوف بالاحترا ِف كانت قد‬                ‫أحلام مورجان فريمان‬                                               ‫ما ًء‪ .‬أ ّما الفريد أدلر فيرى أ َّن‬
‫تع ّد ِت الثلاثين من عم ِرها‪ ،‬وهو‬                                                                           ‫للحل ِم وظيفة تنحص ُر في تو ّقع ما‬
‫افليريتاحفضت ّيِه‪.‬‬  ‫العرف‬    ‫س ّن اليأس في‬   ‫لم تكن أحلام مورجان فريمان في‬                                    ‫يمكن أ ْن نواج َه ُه من أحداث في‬
                    ‫أبو زيد‬  ‫طموح عصام‬         ‫فيلم «فتاة المليون دولار» الفائز‬                             ‫المستقبل‪ ،‬بينما ذهب كارل يونغ‬
                                             ‫بجائزة الأوسكار أحلا ًما بقدر ما‬                               ‫إلى أ َّن الأحلا َم قد تكون سببًا في‬
‫الحلميّة «أحلام مورجان فريمان»‬                ‫كانت ُم َت َمنَّ َيات‪ ،‬أسن َد إليه كلينت‬                       ‫إيجا ِد حلو ٍل لمشاك َل يعاني منها‬
‫لا يق ُّل عن طموح ماغي‪ ،‬هو أي ًضا‬                                                                               ‫النائم؛ بهدف عودة ما تيس َر‬
    ‫بحاج ٍة لم ْن يني َر در َب ِشعره‪،‬‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240