Page 238 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 238
العـدد 29 236
مايو ٢٠٢1
هل يمكن أن يكون
للقراءة ك ّل هذا ال ّسحر؟
فراس حج محمد
(فلسطين)
لقد أغراني عنوان روايته «العجوز وقد عبّر عن وجهة نظره في الكتابة لم أكن سمعت قبل وباء كورونا،
الذي كان يقرأ الروايات الغرامية»، بقوله« :أنا لا أعتبر الكتابة هب ًة من
الآلهة ،امتيا ًزا ما ،الكتابة مجرد عمل، باسم الروائي لويس سبوليفدا الذي
فلا يكاد يخلو خبر عن الكاتب ُيكتب الاسم الثاني منه سيبولبيدا
ووفاته إلا وأشار إلى هذه الرواية وإنه لأمر يدعوني للضحك حين أي ًضا في بعض الترجمات ،فقد كان
التي وصفت بأنها «رائعته» ،وأنها أسمع عن مؤلفين يشكون من مكابدة أحد ضحايا هذا الفيروس ،هذا
ترجمت إلى خمس وثلاثين لغة .ثمة العجوز الذي تجاوز السبعين عا ًما،
مدح مبطن لهذه الرواية القصيرة التي المعاناة الكبيرة عندما يكتبون ،فإن
لم تكد يصل عدد صفحاتها إلى مئة كانوا يعانون كثي ًرا ،لماذا يكتبون إ ًذا؟ لم يحظ بفرصة أن نعرفه جي ًدا وعلى
وخمسين صفحة .ومن الجدير بالذكر عليهم ألا يكونوا مازوشيين يعذبون نطاق واسع عربيًّا ،لولا هذا القدر
أن الرواية كتبت كما جاء في نهايتها أنفسهم» .ربما استش ّف القارئ من
في عامي 1987و 1988في مدينة الذي كان ينتظره ،على الرغم من أنه
أرتاتور /يوغسلافيا ،وهامبورغ/ هذا القول أم ًرا آخر غير أن الكتابة ُمتر َجم إلى العربية منذ عام 1993
عمل ،إنها هي نفسها نوع من الحب
ألمانيا. أي ًضا ،وليست تعذيبًا كما يظن بعض عندما نشرت له دار الآداب البيروتية
ليس أم ًرا سه ًل أن تقرأ رواية روايته القصيرة «العجوز الذي كان
مترجمة في جلسة واحدة ،تع ّج بأجواء الكتّاب.
غريبة عنك وتزخر بالأعلام الغريبة يقرأ الروايات الغرامية» بترجمة
والأسماء الطويلة ،صعبة اللفظ ،بل أ ْن د.عفيف دمشقيّة.
تكون هي عملك الأول الذي تفتتح به
نهارك .على الرغم من ذلك فقد قرأتها لم تكن هذه الرواية هي الوحيدة التي
بشغف كبير ،وعدا ما تركز عليه تنشرها دار الآداب للروائي التشيلي
المواقع الأدبية التي كتبت عن الرواية، أو دور نشر أخرى عربية ،لأكتشف
وتو ُّجه المحررين إلى دفاع لويس عن عدة روايات أخرى مترجمة ومنشورة
البيئة وغابة الأمازون وضد تدمير
الاستعمار والرجل الأبيض للغابات عربيًّا غير المذكورة آنفا،
من أجل الحصول على الذهب وجلود وهي« :قطار باتاغونيا
الحيوانات ،رأيت في الرواية أم ًرا آخر
مه ًّما ،ليس بعي ًدا عن العنوان ،فأن السريع» ،و»خط ساخن»،
و»ق ّصة النورس والقط
الذي علّمه الطيران»،
و»مذكرات قاتل عاطفي».
اشتغل سيبولبيدا في
الصحافة إلا أنه تركها
ليتفرغ للكتابة الروائية،
لويس سيبولبيدا