Page 16 - b
P. 16
يحيى :وكيف علمت أني أحمق؟ قال :كأنه ليس في الدنيا يحيى بن
معين وأحمد بن حنبل غيركما ،كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل
غير هذا .قال فوضع أحمد كمه على وجهه وقال :دعه يقوم ،فقام
كالمستهزئ بهما .فهؤلاء الطوائف كذبة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،ومن يجري مجراهم».
()9
كثير من الأحاديث المنسوبة إلى النبي (ص) في الكتب العمد ،مثل
البخاري ومسلم ومسند أحمد وابن ماجه والموطأ وغيرها ،تشكك
في صحة القرآن الذي جمعه عثمان بن عفان ،والذي هو –بنسبة
كبيرة -المتداول بين أيادي المسلمين وغيرهم الآن ،والذي نأخذ عنه
ديننا ،وتلك الأحاديث منسوبة إلى كبار الصحابة المقربين من النبي،
مثل عائشة بنت أبي بكر وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت وعبد الله
بن مسعود ،وأسباب التضعيف تختلف من نسيان آيات ،وضياع
أخرى لأن «الداجن» أكلها ،ومن وجود «لحن» فيه بسبب «ال ُكتَّاب»،
بل وتحويل أدعية كان يرددها النبي إلى سور مثل المعوذتين ،وأن
بعض الآيات تم اكتشافها بالصدفة ،مما يرمي إلى غياب «الإحكام»
في عملية الجمع ،وهذا يتعارض مع أحاديث أخرى تقول إن (جبريل)
كان يراجع القرآن مع النبي كل عام ،وهو ما يتعارض –كذلك -مع
أحاديث تقول إن النبي لم ي َر (جبريل) إلا مرتين ،واحدة في غار حراء
حينما أنزل عليه آيات «القلم» الخمس ،والثانية عند سدرة المنتهى!
هذه التناقضات والتضعيفات يعرفها المعممون من مدرسي المواد
الدينية في المدارس والمعاهد والجامعات ،ويتصرفون حيالها بأحد
أمرين :أنهم يقبلونها على علاتها بشكل منفرد ،دون أن يضعوا تلك
المواد متجاورة ليكشفوا تناقضها وخطرها على العقيدة نفسها ،أو
أنهم يرون ويقارنون لكنهم يسكتون عنها ،باعتبار أن فتح تلك
الموضوعات لا ينفع بقدر ما يضر ،لكنهم يغفلون أن غيرهم لا يسكت،
16