Page 14 - b
P. 14
وقال عنه ابن تيمية( :هو حديث صحيح مشهور) ،وصححه الألباني
في السلسلة الصحيحة .ونصه« :افترقت اليهود على إحدى وسبعين
فرقة ،وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ،وستفترق هذه
الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» قيل :من هي
يا رسول الله؟ قال :من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي .وفي
بعض الروايات :هي الجماعة» (ورواية الجماعة عن معاوية بن أبي
سفيان ،والكلام عن أبي سفيان ومعاوية وإسلامهما يطول!).
السؤال الصعب في هذا الباب هو :من الذي يحدد ما هو الصواب
وما هو الخطأ؟ من هي الفرقة الناجية ومن الفرق التي في النار؟ وهل
ثمة مفر من النار بالنسبة للفرق غير الناجية بعد حديث الرسول
الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؟ وإذا كان واحد
فقط سيدخل الجنة من كل ثلاثة وسبعين من بين المسلمين فقط،
ناهيك عن أنه –حسب الرواية الإسلامية -لن يقبل الله غير المسلمين،
وبالتالي سيدخلون النار جمي ًعا ،وهم حوالي %77من سكان الأرض،
فإن صحت تلك الروايات فإن الأصل أن الناس سيدخلون النار
جمي ًعا ،ما عدا قلة قليلة!
()8
دون استخفاف بأي خطابات دينية إسلامية ،أو بأي من
المعممين الذين يرددونها باعتبارها دينًا ،أو –حتى -معلو ًما من الدين
بالضرورة لها منزلة القداسة ويؤ َّثم من يخرج عليها أو لا يصدقها
وينتقدها ،بل ويخرج من الملة ويهدر دمه« :من ب َّدل دينه فاقتلوه»
(صحيح البخاري ،6922عن عكرمة) ..كيف لعاقل أن يك ِّذب عينيه
وخبراته و» ِعل َم ُه» الذي تعلمه في المدارس والجامعات وما يقترن به
من قرائن وبراهين ،ويصدق أن مدة حمل المرأة أربع سنوات ،أو
أن الاتصال الجنسي بين رجل وامرأة يمكن أن يتم على بعد آلاف
الأميال ،مع ما يترتب على هذا الاتصال ،لمجرد أن هذه «الخرافات»
14