Page 47 - b
P. 47
وكلام عن طلب إبليس إمهاله وتحديه لله أنه قادر على إغواء بني آدم،
وهل إبليس (جن) واحد أم قبيلة تعاونه في أداء مهمته؟ وكلام عن
سوءات آدم وحواء التي بانت بعد عصيانهما رغم أن (الله) أفهمهما
أنه سيصيبهما ضرر لو أكلا من الشجرة ،وكلام عن المدة التي
ق َّضاها آدم في الجنة قبل العصيان والخروج منها ،وهل أنجب فيها
أم لم ينجب إلا بعد هبوطه ،ومسألة تزويج التوائم والحلال والحرام
فيها ..كلها تفاصيل لا تهم وجهتي في هذه الكتابة في شيء ،إلا أنها
ليست منطقية ،وفيها تعارض ،فالحكاية الواحدة ُتروى بأكثر من
طريقة ،ولذلك فإن الكتب التي أوردتها لا يمكن الوثوق في صدقيتها
بشكل كامل ،لأنها في المجمل لا تعطي صورة ثابتة وراسخة ووحيدة
لقصة خلق آدم ،وخلق حواء منه.
طريقة خلق آدم في الكتاب المقدس
الأناجيل الأربعة المعتمدة في الديانة المسيحية صامتة فيما يخص
قصة خلق آدم ،إلا «إنجيل برنابا».
(هناك مخطوطان فقط لهذا الإنجيل ،يرجع تاريخهما إلى القرنين
السادس عشر والسابع عشر الميلادي (أي أنه كتب متأخ ًرا في فترة
ظهور دعوة الإسلام) ،أحدهما مكتوب بالإيطالية والآخر بالإسبانية.
حجم إنجيل برنابا يعادل حجم الأناجيل القانونية الأربعة مجتمعين
تقريبًا .معظم نص هذا الإنجيل يتناول فترة كهنوت يسوع ،ومعظم
أحداثه تتجانس مع الأناجيل القانونية ،إ َّل أنه يتفق في بعض الأمور
الأساسية مع التفسير الإسلامي لأصل المسيحية مخال ًفا تفسيرات
العهد الجديد للمسيحية .يعتبر هذا الإنجيل عم ًل ملف ًقا وسف ًرا
منحولاً ُكتب في وقت متأخر .ومع ذلك ،يعتقد بعض الأكاديميين أنه
ربما احتوى على بقايا عمل غير قانوني قديم (من المحتمل غنوصيًّا
أو إبيونيًّا أو من الإنجيل الرباعي) ُنقحت لتتوافق أكثر مع العقيدة
47