Page 51 - b
P. 51

‫لكن السردية اليهودية تقول إن الشجرة هي شجرة معرفة الخير‬
‫والشر‪ ،‬وإن الله (يهوه) منعهما من أكل ثمرها حتى لا يموتا «وأما‬
‫شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها‪ ،‬لأنك يوم تأكل منها مو ًتا‬
‫تموت»‪ ،‬وبالرغم من أنهما أكلا منها ولم يموتا‪ ..‬فإن المتدينين اليهود‬

                                            ‫لا يلتفتون إلى ذلك!‬

       ‫تطور الإنسان حسب مكتشفات العلم‬
‫مشكلة النظرية اللاهوتية لخلق الكون‪ ،‬وخلق الإنسان‪ ،‬أنه لا‬
‫يوجد دليل علمي واحد على صحتها‪ ،‬فقد اكتسبت قوتها من أمرين‪:‬‬
‫الأول‪ :‬أنها انبنت على عمق الإيمان بالأنبياء والرسل الذين قالوا‬
‫إنهم حملوها من (الله) عبر وسيط هو الملاك (جبريل) الذي كان‬
‫ينزل عليهم ويلقنهم تعاليم الله‪ ،‬ومعلوماته حول الكون والإنسان‬
‫والتاريخ والأرض والسماء والشمس والقمر‪ ..‬إلخ‪ ،‬بصرف النظر‬
‫عن أن هؤلاء الأنبياء والرسل أنفسهم ليس ثمة دليل مادي على‬
‫وجودهم‪ ،‬أو أن الله أرسلهم بالفعل‪ ..‬الثاني‪ :‬أنها انتقلت من جيل إلى‬
‫جيل لقرون طويلة‪ ،‬دون أن توجد دلائل علمية قوية على دحضها أو‬
‫تقديم بديل قاطع ومقنع لها‪ ،‬وحتى حين ظهرت بوادر لتلك النظريات‬
‫فإن المزاج الإيماني قريب من رفضها وتصديق القصة اللاهوتية‪،‬‬
‫ربما بقوة الزمن‪ ،‬أو للخوف من العقاب الأخروي‪ ،‬أو ‪-‬وهذا وارد‬

            ‫ج ًّدا‪ -‬نتيجة الكسل المعرفي والميل إلى الدعة والسكينة‪.‬‬
‫واللافت أن الشيوخ وأساتذة المواد الدينية في المدارس والمعاهد‬
‫والجامعات يحا ُّجون الناس على خطأ من يتحدثون عن نظرية علمية‬
‫لخلق الإنسان بـ»نظرية دارون»‪ ،‬بالرغم من أنها أصبحت قديمة‬
‫ج ًّدا‪ ،‬لأنها مجرد بداية في مشوار المعرفة في هذا المجال‪ ،‬تبعتها‬
‫خطوات واسعة توصلت لنتائج مذهلة كما سأحاول أن أشير‪ ،‬أشير‬

                        ‫فقط لأن التوسع يحتاج إلى فضاء أوسع‪.‬‬

                              ‫‪51‬‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56