Page 53 - b
P. 53

‫‪ DNA‬منها وفحصها لمعرفة أصولها‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫الروائي والمترجم طارق فراج نقل كتا ًبا غاية في الأهمية إلى‬
‫اللغة العربية‪ ،‬هو كتاب «من نحن وكيف وصلنا هنا‪ :‬ثورة الحمض‬
‫النووي القديم والعلم الجديد لماضي البشرية»‪ ،‬كتبه بالإنجليزية عالم‬
‫الأنثروبولوجي والأحياء الجزيئية‪ ،‬الأمريكي «ديفيد َر ْيك» (‪David‬‬
‫‪ ،)Reich‬وهو جزء من فريق عمل كبير‪ ،‬ضم علماء في مجالات‬
‫كثيرة‪ :‬الأحياء والوراثة والآثار‪ ..‬إلخ‪ ،‬وسأنقل هنا مقتطفات من‬

                                                       ‫الكتاب‪:‬‬
‫شارك فريق العلماء الدولي هذا في فحص بقايا عظمية لما أطلقوا‬
‫عليه اسم «إنسان نياندرتال»‪ ،‬فقد «تم العثور على العينة عام ‪1856‬‬
‫من قبل عمال المناجم في محجر الحجر الجيري في وادي نياندر‬
‫(‪ )The Neander Valley‬مع العلم بأن معنى كلمة “الوادي” باللغة‬
‫الألمانية هي لفظة (تال أو ثال)‪ .‬ظل الجدل محتد ًما لسنوات حول ما‬
‫إذا كانت هذه البقايا أتت من إنسان مشوه‪ ،‬أو سلف بشري‪ ،‬أو من‬
‫سلالة بشرية تختلف اختلا ًفا كبي ًرا عن سلالتنا‪ .‬لقد أصبح إنسان‬

  ‫نياندرتال (وادي نياندر) هو أول إنسان بدائي يعترف به العلم”‪.‬‬
‫هذا الفريق أخذ عينات ‪ DNA‬بطرق معقدة وعلمية وآمنة من هذه‬
‫البقايا‪ ،‬وضمنوا أنها نقية بحيث لم تخالطها بقايا البشر الحاليين‬
‫الذين اكتشفوها أو نقلوها‪ ،‬أو حتى الذين أجروا التجارب عليها‪،‬‬
‫ثم قارنوا هذه العينات بعينات مختلفة من البشر والحيوانات الآن‪،‬‬
‫ليعرفوا إن كان ثمة علاقة بينهم‪ .‬وقد توصلوا إلى الآتي‪“ :‬قبل‬
‫أربعمائة ألف سنة مضت‪ ،‬سيطر على المشهد هؤلاء الأشخاص ذوو‬
‫الأجسام الكبيرة والأدمغة الأكبر قلي ًل‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬من أولئك البشر‬
‫المعاصرين (النياندرتال)”‪ .‬بمعنى أنه قبل الإنسان الذي نعرفه‬
‫اليوم‪ ،‬كانت هناك كائنات قريبة الشبه‪ ،‬لكن أجسامها وأدمغتها أكبر‪.‬‬
‫لكننا الآن وحدنا على الكوكب لأننا انتصرنا أو قمنا بإبادة الأجناس‬

                              ‫‪53‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58