Page 59 - DILMUN NO 19
P. 59
ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺑﺎﺭﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻟﻮﺋﻴﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ 2ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻋﻨﺪ
ﺪﻗﺎﻣﺀ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﺪﻓﻦﻳ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻜﻞ ﺇﻟﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔﺯﻭﺟﺔ ﺧﺼﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ 2ﺃﻳﺎﻡ
ﻨﻴﻌﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺮﻓﺡﺍ ﻭﺍﺮﺴﻤﻟﺍﺕ ﺑﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻪ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻟﻬﺘﻬﺎ ،ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺄﻪﻧ
ﻘﺤﻴﺳﻖﻣﺰﺪﻳ ًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﺎﻄﻌﻟﺀ 2ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﺍﻧﺘﻮ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻃﻘﺴﻰ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻹﻟﻪ ﺩﻣﻮﺯﻯ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻥ-
ﺍﻧﺎ ﻳﺘﻢ 2ﺎﻨﺟﺡ ﺎﺧﺹ ﻣﻦ ﺍﺪﺒﻌﻤﻟ ﻭﺮﺠﻳﻯ ﺿﻤﻦ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺳﻨﻮﻳﻪ ﺗﺘﻜﺮﺭﻍ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻊ
ﺣﻠﻮﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﻧﻤﻮ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ،ﺚﻴﺣ ،ﻘﻃﺱ ﺍﻟﺨﺼﺐ ﺗﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻭﻷ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻫﻲ ﺗﺨﺘﺎﺭ
ﺯﻭﺎﻬﺟ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻰﻟ ،ﺑﻌﺪ ﻭﻮﺻﻝ ﻣﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻹﻟﻬﺔ ﺍﻥ-ﺍﺎﻧ ﻭﺟﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻣﻦ
ﺮﻴﺛﺍﻥ ﻭﺍﺎﻨﻏﻡ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻻﻟﻬﺔ ﻛﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻛﺴﺐ ﺭﺿﺎﻩ ﻭﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺮﻭﻦﻣ ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰﺮﻋﻭﻪﺳ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺭﺗﺪﺍﺋﻪ ﺍﻟﻤﻻﺑﺲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﻟﻰ
ﺣﺠﺮﺍﺓﻹﻟﻬﺔﻭﻲﻫ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﺃﺣﺠﺎﺭ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻌﻄﺮﺓ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻳﺴﻬﺎ
ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺩﻳﻨﻲ ﻣﺤﺾ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺎﺳﻲﺳ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﺄﻥ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻹﻟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻪ ﻭﺍﺮﻴﺨﻟﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺗﺨﺘﺘﻢ ،ﻘﻃﺱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ
ﻭﻭﻟﻴﻤﺔ ﺮﺒﻛﻯ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ 2ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ .ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻌﺖ ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ
ﻭﺃﻭﺻﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻭ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻭﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻬﺘﻒ
ﻭﺗﺼﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺎﻐﻧﻡ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪﻡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺭﺃﻳًﺎ ﺃﺭﺟﺢ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺰﻌﺗﻯ ﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ،ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻹﻧﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺬﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ 2ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ eﺃﻭﺭ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ
ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﺘﺎﻡ ﺍﻷﺳﻄﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺎﻌﺒﻃﺎﻬﺗ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﺴﺮﺕ ﻣﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺗﺄﺗﻲ