Page 35 - Dilmun 27
P. 35
العلاقات الخليجيّ ة ـ المغربيّ ة
والأمنية ،والاقتصادية؛ وهو ما يعزز من الإقليمي ،والدولي؛ ليعزز علاقاته
مستقبل العلاقات بين الجانبين ،ويعزز
من مستوى هذه الشراكة ،ويمكن تناول مع دول مجلس التعاون لدول الخليج
تلك المجالات على النحو التالي: العربية ،التي هي بدورها تنظر إليه
- 1المجال السياسي :يمثل أحد الأبعاد
الرئيسية للشراكة بين الجانبين؛ إذ كحليف تقليدي ينتمي إلى طبيعة نظمها
تتوافق رؤى دول مجلس التعاون لدول السياسية ،ومدخل ًا جيوسيتراتيجياً
الخليج العربية ،والمملكة المغربية إزاء
مختلف القضايا الإقليمية ،والدولية. نحو إفريقيا وبخاصة المملكة العربية
وهذا التفاهم بين الجانبين ليس وليد
هذه اللحظة ،وإنما كان الملمح العام السعودية ،فقد قطعت العلاقات بين
الذي صبغ العلاقات الثنائية على مدار البلدين شوطاً في غاية الأهمية ،توجت
السنوات الماضية ،إن معظم دول مجلس
التعاون تنظر إلى المغرب ضمن محاولة، باتفاقية التعاون الاقتصادي ،والتقني
لبناء تحالفات قادرة على التعامل الموقعة عام 1976م ،واللجنة العليا
مع الوضع العربي ،والدولي الجديد المشتركة بين البلدين كانت أحد أقدم
مستحضرة قدراته في جميع المجالات.
هذا وقد سبق إن دول مجلس التعاون آليات التعاون البيني وتطوره ،فقد
لدول الخليج العربية في منتصف عام
2011م ،قد اتجهت إلى مبدأ التمدد بذل خادم الحرمين الشريفين الملك
الإقليمي بهدف توسعة تحالف سياسي،
وأمني يضم المملكتين خارج نطاق دول فهد بن عبد العزيز آل سعود عاهل
المجلس ،وهما :المملكة المغربية ،والمملكة
الأردنية الهاشمية؛ بسبب هاجس المملكة العربية السعودية مساعيه
الثورات العربية (الربيع العربي) ،فقد لتحقيق مصالحة مغربية – جزائرية
لعبت دوراً مهماً في دفع دول المجلس عام 1984م ،في لقاء قادة كل من
للتفكير في كيفية التعامل الايجابي البلدين في مدينة وجدة المغربية ،بل
مع موجة (الربيع العربي) بتوسيع
نطاق ومدى دول مجلس التعاون لدول ونجحت المساعي السعودية كذلك في
جمع انفصالي البوليساريو في لقاء نادر
بوفد حكومي مغربي في مكة المكرمة،
ثم توجت العلاقات الثقافية بين البلدين
بتأسيس مؤسسة الملك عبد العزيز آل
سعود( )5في مدينة الدار البيضاء في عام
)6( .1985
لع ّل أهم ما يم َيز الشراكة الخليجية –
المغربية إنها تستند إلى أبعاد تاريخية،
وحضارية ،وثقافية فضل ًا عن مصالح
مشتركة في المجالات السياسية،
33