Page 33 - Dilmun 27

‫العلاقات الخليجيّ ة ـ المغربيّ ة‬

‫العلاقات الخليج ّية – المغرب ّية‬
‫جذور في عمق ال ّتاريخ‬

‫د‪ .‬عبد الله بن علي آل خليفة (‪)1‬‬

‫يحت ّل الخليج العربي‪ ،‬والمملكة المغربية‪ ،‬كل منهما موقعًا‬ ‫‪،،‬‬
‫إستراتيجيًا مه ّمًا في جناحي الوطن العربي من مشرقه حتى مغربه‪،‬‬
‫ولهما أهميتهما الاستراتيجية سواء للأمن الإقليمي أو الدولي‪ ،‬تقع‬
‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في منطقة استراتيجية‪،‬‬
‫وعلى الطريق لقارة آسيا؛ حيث طرق التجارة‪ ،‬ونقل الطاقة وتتحكم‬
‫في ممرات مائية مهمة؛ كمضيق هرمز‪ ،‬وباب المندب اللذين يشرفان‬
‫على البحر الأحمر‪ ،‬وبحر العرب‪ ،‬ومن ثم المحيط الهندي ذات الأهمية‬
‫القصوى للأمن الدولي والإقليمي‪ ،‬أما المملكة المغربية؛ فتقع على‬
‫الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط‪ ،‬وتشرف على مضيق جبل‬
‫طارق ذات الأهمية الدولية بين البحر المتوسط‪ ،‬والمحيط الأطلسي؛‬
‫وبحسب قول الاستراتيجي الأمريكي سول كوهن‪« :‬إن المغرب العربي‬

‫البوابة الخلفية لأوروبا» (‪)2‬؛ فالعلاقة بين المغرب‪ ،‬والخليج العربي لها‪،،‬‬
‫أبعادها السياسية‪ ،‬والاقتصادية‪ ،‬والأمنية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬والثقافية ‪.‬‬

‫من بعده الملك الحسن الثاني‪ ،‬وصول ًا‬ ‫تمت ّد العلاقات الخليجية – المغربية‬
‫لصاحب الجلالة الملك محمد السادس‪،‬‬ ‫لعقود طويلة‪ ،‬وهي تُع ّد من أقوى‬
‫فمنذ نيل المملكة المغربية استقلالها‪،‬‬ ‫العلاقات العربية – العربية التي لم‬
‫وفيما بعد دول مجلس التعاون لدول‬ ‫يشوبها أي تعكير منذ أُعتلى الملك‬
‫الخليج العربية‪ ،‬التي أنهت الاتفاقيات‬
‫محمد الخامس العرش مروراً بالملكين‬

‫‪31‬‬