Page 29 - Dilmun 27
P. 29

‫العرب في العصور القديمة‬

                         ‫فعل الإسكندر الكبير من قبله‪ .‬وفي‬          ‫ذكر تدمر في حملة أنطونيوس هي أول‬

                         ‫إشارته إلى ثورة اليهود في أواخر عهد‬       ‫إشارة إليها في أ ّي مصدر‪ ،‬وهذ تحديد‬
                         ‫تراجان (ص‪ ،)621 .‬أ ّن خراكس ظلّت‬          ‫غير صحيح إن كان المقصود المصادر‬
                         ‫هادئة أثناء الثورة‪ ،‬وأ ّنها أصبحت تدمراً‬
                                                                   ‫على إطلاقها‪ ،‬إذ أ ّن اسم هذه المدينة‬
                         ‫جديدة؛ وهي مقارنة غريبة إذ فما دخل‬
                                                                   ‫العريقة ورد في الرقم الطين ّية منذ‬
                         ‫خراكس في ثورة اليهود‪ ،‬كما أ ّن هذه‬        ‫القرن ‪ 19‬ق‪.‬م وفي حملات الآشوريين‬
                                                                   ‫والكلدانيين‪ ،‬وإن كان المقصود في‬
                         ‫الدولة دخلت ضمن ال ّنظام الروماني‪،‬‬
                                                                   ‫المصادر الرومانية أو اللاتينية فهو أمر‬
                         ‫وأ ّما ازدهارها الاقتصاد ّي فقد بدأ في‬    ‫محتمل‪ .‬وفي الفصل ‪ ،15‬وهو بعنوان‪:‬‬
                         ‫أواخر القرن الأول قبل الميلاد‪ ،‬وبلغ‬       ‫”العرب في عصر الأباطرة الخ ّيرين“‪،‬‬
                                                                   ‫وهي ترجمة لــ “‪Arabs in the Age‬‬
                                       ‫شأناً عظيماً بعد ذلك‪.‬‬       ‫‪ ،”og the Good Emperors‬وأظ ّن‬
                         ‫وفي الفصل ‪ ،16‬يذكر الكاتب أ ّن الملك‬      ‫أ ّن الترجمة الأوفق هي‪« :‬الأباطرة‬
                         ‫أردشير وابنه شابور الأ ّول بدآ بش ّن‬
                         ‫هجوم شديد على سوريا‪ ،‬وهذا غير‬             ‫ال ّصالحون»‪ ،‬وهو في هذا الفصل‬
                         ‫صحيح فيما يتعلّق بالملك أردشير‬            ‫يشير إلى أ ّن مدينة تدمر أصحبت‬
                         ‫الأول كان مشغولاً بتثبيت ملكه في‬          ‫مدينة رومان ّية في عهد أُغسطس (ص‪.‬‬
                                                                   ‫‪ ،)616‬وهذا غير صحيح على إطلاقه‬
                         ‫فارس والعراق ومنطقة الخليج العربي‪،‬‬        ‫حيث أ ّن المدينة لم تنخرط في ال ّنظام‬
                         ‫وتو ّقف سلطانه غرباً عند نهر الفرات‪.‬‬
                                                                   ‫الروماني إلا في القرن الأول الميلادي‪،‬‬
                         ‫ومن تلميحاته اللطيفة قوله‪ :‬أ ّن سقوط‬
                                                                   ‫وهي لم تندرج ضمن الإمبراطورية في‬
                         ‫تدمر أ ّدى إلى إحكام الرومان قبضتهم‬       ‫عهد أُغسطس إلا بحسب امتداد ال ّنفوذ‬
                         ‫على الولايات الشرق ّية على ما يزيد‬
                         ‫على ثلاثمائة عام تالية‪( .‬ص‪.)662 .‬‬         ‫الروماني على الشرق‪ .‬ويشير إلى حملة‬
                         ‫وفي الفصل نفسه أسهب المص ِّنف‬
                                                                   ‫الإمبراطور تراجان على الدولة الپارث ّية‪،‬‬
                         ‫في حديثه عن نقش ال ّنمارة ودلائله‪،‬‬        ‫ووصوله إلى جنوب ّي بلاد الرافدين‪،‬‬
                                                                   ‫ووصوله إلى الخليج العربي من دون‬
                         ‫وأه ّم ّيته التاريخية‪ ،‬وعلاقة ذلك بملوك‬
                         ‫الحيرة‪ ،‬وق ّصة ال ّز ّباء ملكة تدمر مع‬    ‫الإشارة إلى دخوله مدينة خراكس‪،‬‬
                         ‫جذيمة الأبرش‪ ،‬وتت ّبع الروايات وقارن‬      ‫واستقبال ملكها أتامبيلوس استقبالاً‬
                         ‫بينها وناقشها بك ّل علم ّية وموضوع ّية‪.‬‬   ‫حافل ًا‪ .‬ولمّا رأى مياه الخليج تم ّنى ولو‬
                         ‫وفي الفصل ‪” :17‬العرب البائدة“ ويعني‬       ‫كان شا ّباً لواصل طريقه إلى الهند مثلما‬
                         ‫بهذا العنوان الطائيين والساراقيين‪،‬‬

                         ‫‪27‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34