Page 34 - Dilmun 27
P. 34
العلاقات الخليجيّ ة ـ المغربيّ ة
العربي الكبير؛ حيث أرست توافقاً فيما البريطانية في عام 1971م؛ فقد قويت
بينهم في العديد من القضايا العربية، العلاقات الشخصية بين قادة هذه
والإسلامية ،والإقليمية ،والدولية. الدول ،التي كانت على الدوام تمتاز
تُع ّد دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية ،والمملكة المغربية من الدول بالصداقة؛ والتعاون ثم طورت إلى
الناهضين في منظمة المؤتمر الإسلامي،
التي تعرف الآن بمنظمة التعاون علاقات مؤسسية ،فقد أيدت المملكة
الإسلامي ،والتي تأسست في مؤتمر
القمة الذي ُعقد في الرباط بتاريخ 25 المغربية ،ودول الخليج العربي ،جمهورية
سبتمبر 1969م بسبب حرق المسجد
الأقصى من قبل الصهاينة ،ويُع ّد مصر العربية أثر تعرضها للعدوان
العاهل المغربي الملك الحسن الثاني من الثلاثي عام 1956م؛ وذلك الحين لم
أكثر القادة الداعمين لتأسيس المنظمة تكن المغرب منظمة لجامعة الدول
مع أخيه الملك فيصل بن عبد العزيز العربية إلا عام 1958ولا دول الخليج
سعود ملك المملكة العربية السعودية، العربي ما عدا المملكة العربية السعودية
فقد ظل المغرب تاريخياً فاعل ًا رئيسياً
في العلاقات الدولية ،وقد شكل موقعه التي دعمت فكرة إنشاء جامعة الدول
الجغرافي ،ورصيده الثقافي عاملين في
هذا الحضور ،وأستطاع أن يتغلب على العربية ،ومن أجل تقوية الروابط بين
الكثير من التحديات التي فرضتها
التحولات الدولية؛ وهي تقدم نفسها دول الخليج ،والمغرب؛ فقد قام العاهل
نموذجاً للدولة المستقرة في محيط
إقليمي مضطرب كما عملت على تنويع السعودي الراحل الملك سعود بن عبد
العزيز آل سعود( )3بزيارة رسمية
الشركاء الدوليين ،والإقليميين)4( .
أتت النظرة المستقبلية للملك الحسن للرباط بدعوة كريمة من السلطان
الثاني في توسيع مجال الرؤية ،وتعميق محمد الخامس ،وكان ذلك في 17
الفكر لخوض تجارب التعاون بأساليب، فبراير 1957م وأعقبتها زيارة إلى
ومرجعيات ،وسقف أهداف يستجيب الدار البيضاء ،وأجرى العاهلان -
لمستجدات التحول على المستويين
رحمهم الله -مباحثات حضرها ولي
العهد المغربي الأمير الحسن الثاني،
ثم غادر الملك سعود الرباط في 21
فبراير 1957م؛ وتُع ّد هذه الزيارة
الركيزة الأساسية للعلاقات الخليجية
المغربية الحديثة الممتدة إلى أكثر من
نصف قرن؛ حيث أسست نموذجاً فريداً
للعلاقات ما بين الكتلة الشرقية من
الوطن العربي ،والبوابة الغربية للوطن
32