Page 54 - DILMUN 24
P. 54

‫ﻻ‬

   ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻍ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ‬

                 ‫ﺭﺍﺑﻐﺎ‪ -‬ﺩﻟﻤﻮﻥ & ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪٠‬‬
‫ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻍ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ‪ ،‬ﺫﺍﺕ ﻣﻐﺰﻯ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ‬
‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻠﻘﺘﺴﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﻋﻻﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬
‫ﺧﺎﺭﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ‪9‬؟‪ .‬ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺇﻥ ﻳﻨﺪﻫﺶ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﻘﺪ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻤﻴﻻﺩ ﻓﺈﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ‬
‫ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﺍﻻﻑ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ‪ 2‬ﺫﻟﻚ‬

                     ‫ﻓﺎﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﻘﺎﻝ ﺃﻭﺟﻪ ﺃﻭ ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻑ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ .‬ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪ .‬ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ‬
‫ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﺩﻟﻤﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ‬
‫ﺇﻥ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ‪ 2‬ﻋﺼﺮ ﻓﺠﺮﺍﻟﺴﻻﻻﺕ ‪ (290‬ﻕ‪.‬ﻡ)‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻟﻒ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ‪ ،‬ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﻗﻠﺔ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪.‬‬
‫ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ‪ .‬ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄً ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻻﻗﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﺟﺎﺭ ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻀﺎﺭﺗﻪ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻻﺩ »ﻮﺳﺮﻣ« ﻭ«ﺃﺪﻛ« ﺑﻞ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻭﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻴﻨﻪ‬

                                              ‫ﻭﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻪﻟ‪.49‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﻴﻦﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﻣﻤﻠﻜﺔ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺗﻘﺘﺼﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻗﺪﻡ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺳﻊ ﻧﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺩﻭﻳﻻﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺻﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻛﻻ ﺃﻭ ﺟﺰ ًﺃ ﻭﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻑ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ‬
‫ﺑﻨﺸﻮﺏ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻳﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟‪ ،2‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻑ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ أﻃﻝ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ‬

                  ‫ﺗﻜﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺎﻨﻣﻖﻃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‪.‬‬

                                 ‫‪ . 93‬ﻋﺎﻣﺮ ﺎﻤﻴﻠﺳﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ ±‬ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‪ .‬ﻣﻮﺟﺰ ﺍﻟﺘﺎﺭﺦﻳ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ‪ .‬ﺝ‪ ،2‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‪ 1993،.‬ﻰﻣ‪.95‬‬
   ‫‪ 2.٩‬ﻓﺼﻲ ﻣﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﻲﻛ‪ .‬ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ‪±‬ﺍﻷﻧﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺒﻞﺍﻟﺒﻻﺩ‪ .‬ﻣﺠﻠﺔ ﺩﻭﺍﺳﺕﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ • ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺼ ﺍﺮﻟﺓ‪.‬ﻌﺪﺩ‪ 61‬ﺣﺰﻳﺮﺍ‪.‬ﻥ‪ 2014‬ﺱ‪،2‬‬

                                       ‫‪ .‬ﺍ‪ ٠‬ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ‪ .‬ﺍﻟﻌﻻﻗﺎﺕ ﺍﺎﻴﺴﻟﺔﻴﺳ ﺍﻟ‪5‬ﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪ .‬ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ .‬ﺝ‪ ،2‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻠ‪9‬ﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻐﺪﻰﺍﻣﺩ‪.1I0 58,I.9‬‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59