Page 69 - الرسوم التعليمية المتحركة الفرقة الثانية تيرم أول 2022 - 2023
P. 69

‫الدخول إلى المدرسة؛ فلا يتحدثون عن المدرسة‪ ،‬ولا عن الدراسة‪،‬‬
                ‫ويستغنون بما تق ِّدمه الرسوم عن حكايات الأم والأب والج َّدة‪.‬‬

     ‫والمشهد نفسه يحصل بين الإخوة؛ فلا يتسامرون مع بعضهم بعضاً‪ ،‬ولا‬
   ‫يتناقشون؛ فبمجرد العودة إلى البيت يفتحون التلفاز ليتفرجوا على الرسوم‪،‬‬
    ‫وهو ما يؤدي إلى اتساع الفجوة بينهم وبين الآباء والإخوة‪ ،‬بسبب الحاجز‬
    ‫الذي فرضه التلفزيون‪ ،‬ويصعب التخلص منه مع تق ُّدم العُ ُمر‪ ،‬وبعد تش ُّكل‬

                                        ‫شخصية الطفل َو ْف َق ما تع َّود عليه‪.‬‬

                                                ‫‪ - 4‬تع ُّلم الأخلاق السيئة‪:‬‬

       ‫إن من طبيعة الطفل أنه يقلد كل شيء يُع َرض أمامه‪ ،‬أو يس ْمعه بدون‬
      ‫جدال بسبب فطرته الصافية‪ ،‬ولكن بيئته هي التي تغ ِيّ ُرها‪ ،‬وبكل سهولة‬
    ‫تؤثر فيه المشاهد التي يقع عليها بصره في الرسوم المتحركة ؛ فيميل إلى‬
  ‫تقليد الشخصيات في كل شيء‪ ،‬في كلامها وحركاتها‪ ،‬وفي لباسها وهيئتها‪،‬‬
  ‫وفي سلوكها وتصرفاتها‪ .‬وبذلك يتطبع على العادات السيئة؛ فيسرق ويحتال‬
       ‫ويخادع‪ ،‬ويدخن‪ ،‬ويكذب ويعتدي على الغير‪ ،‬ويسخر منه؛ ناهيك عن‬
       ‫الأنانية والحقد والكراهية‪ ،‬وحب الانتقام وغيرها من أمراض القلوب‪.‬‬

                                   ‫وسلسلة‪ « :‬توم وجيري » نموذج لذلك‪.‬‬

                                         ‫‪ - 5‬اضطراب المفاهيم والأفكار‪:‬‬

         ‫إن اعتماد الرسوم المتحركة على الكائنات والأحداث الخيالية يأسر‬
  ‫عقول النشء ولا يتركها تتحرر‪ ،‬فيفقد بذلك توازنه الفكري؛ فتضطرب لديه‬
  ‫المفاهيم‪ ،‬وينعكس ذلك على الفكر بشكل واضح‪ ،‬فيشكك في المعرفة الدينية‬

   ‫التي يتلقاها في الأسرة والمدرسة؛ فمفهوم الدين والإيمان بالله الذي يسمعه‬
      ‫ويتلقَّاه في المؤسستين المذكورتين لا يوجد له أثر في الأفلام الكرتونية؛‬

‫‪69‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74