Page 209 - ملف الإنجاز مقرر إعداد المعلم
P. 209
أولاً :الإطار النظري:
في هذا الفصل تعرض الباحثة الأدبيات التيكتبت عن مشكلة الدراسة منطلقة منها لتقديم
خلفية نظرية تساعد الباحثة للتعمق في مشكلة الدراسة والتعريف بمتغيراتها وكذلك تساعد الباحثة
في بناء أدوات الدراسة وفق الأسس العلمية ،وتفيد في تحليل النتائج.
عادات العقل
تبدأ مسيرة الحضارة الإنسانية وتنطلق شعلتها عندما يتوهج العقل ،وحيث إن العقل يمثل
آلة التفكير ،استعملته أو لم تستعمله فإن وظيفته التفكير ،وأن الفرضية التي تقف وراء آلة التفكير
هي أن الفرد يولد ولديه الاستعداد العام للتفكير ،وبذلك اختلف الإنسان عن غيره من الكائنات
الأخرى .إن مهمة البيئة الموجهة نحو إدارة العقل وتدوير عملياته وتفعليها هو إعمال العقل،
وهذا يتطلب تحديد مواد إعمال العقل وتشغيله ،وطالما أنه آلة فهو يحتاج إلى وقود ،فليس هناك
آلة تعمل من دون وقود ،وأن وقد آلة العقل هي خبرات يتفاعل معها الفرد فتتطور عملياته
وسرعته وتنظيمه لمواقفه ومشكلاته (الخفاف ،2016 ،ص.)302 .
والمؤسسة التعليمية تلعب دوراً بارزاً في بناء شخصية الطالب ،ورفع مستواه التحصيلي بما
توفره من أنظمة تعليمية تواكب التطورات العلمية ،وتعمل على تأسيس تعلم متكامل ،فلم تعد
عملية التعليم تعتمد على التلقين للفرد ،وإنما الهدف منها النمو بأفكار المتعلم ،وزيادة قدراته
العقلية وإمكاناته ،بحيث لا يعتمد في نمط حياته على الحفظ فحسب بل على القدرات العقلية
العليا ،التي تؤدي إلى زيادة مستوى وقدرات التعلم عند الطلبة وبالتالي العمل على زيادة فاعلية
التعلم (عياصرة ،2012 ،ص.)296 -295 .
ولعل أحد أبرز الاستراتيجيات التي قد تساعد على تحقيق هذه الرؤية هي التعلم باستخدام
عادات العقل .حيث يمكن تطوير الطلاب وإعدادهم لمواجهة التحديات المجتمعية الحديثة للقرن
الواحد والعشرون عن طريق دمج عادات العقل من خلال ثقافة المدرسة -أي عندما يتم دمجها
بشكل مستمر في ممارسات المعلمات وأنشطتهم المنظمة ،فإنها يمكن أن تساعد على الإعداد
والتهذيب العقلي للطلاب بشكل جيد ومساعدتهم على تطوير بعض الاستراتيجيات الحديثة
للتعلم (.)Costa & Kallick, 2008, P. xxiv
208