Page 16 - بورتويفليو نظريات المنهج (وضحى العتيبي )
P. 16
أن َيه ٌدف إلى ُمساعدة الأطفال حتى يكونوا كبار أسوياء وذلك عن طريق تحصيل الحكمة
والمعرفة والمعلومات والمفهومات التي خلفتها الأجيال السابقة ( اليافعي :۱۹۹۰ ،ص .)۲۷
وُتعد هذه النظرية نظرية تراثية في المقام الأول لذلك فهي جامدة ويعبر وصف هذه
النظرية بأنها أساسية أو جوهرية عن وصفها التربوي أصدق تعبير فأنصارها من التقليديين
يعتقدون أنه على الرغم مما يطرأ في المجال التربوي من تغيرات وتطورات فإن هناك
أساسيات تربوية هي جوهر المعرفة قد صيغت ورتبت سلف ًا ويجب على الأطفال والشباب أن
يتعلموها وأن تكون أساس في مناهجهم التعليمية ( مدكور :۱۹۹۱ ،ص .)۲۳۰
وقدم " ويليام باجلي " William Bagleyتعريف لهذه النظرية عام ۱۹۳۸م يرى أن هناك
جوانب أساسية أو جوهرية معينة يجب الإبقاء عليها كما يجب أن يعرفها كل الناس إذا ما
اعتبرناهم متعلمين وتلك الجوانب او العناصر الأساسية أو الجوهرية يجب أن ننتقيها في
المعرفة التاريخية والمعاصرة ونضمنها المنهج وفق ًا لتبرير فلسفي( .سعادة ،إبراهيم:۲۰11 ،
ص .)410
وٌت َعتبر النظرية الجوهرية نظرية محافظة ،لأنها ترمي إلى نقل المعتقدات من الجيل القديم
إلى الجيل الحديث فالجيل الأحدث ،وذلك من أجل حماية الثقافة من الاعتداءات
المصاحبة للحركات التقدمية .ويؤكد أصحاب هذه النظرية إعادة وضع مادة الدراسة في
مركز دائرة العملية التربوية مع رفض أن تكون تلك المادة الدراسية هي الحقائق الأبدية
المدونة في الكتب الكبرى للحضارة الغربية ،ويجب استخدامها لا من أجل ذاتها بل من أجل
جعلها وثيقة الصلة بالوضع الراهن للفرد .كما يرى أصحاب هذه النظرية أن عمل المدرسة
يتمثل في تزويد الطلبة بالقوى العقلية والفكرية ،وذلك لأن الاهتمام بالمشكلات الشخصية
للمراهقين قد ازداد بقدر كبير ،الأمر الذي يفرض على المدرسة الاهتمام بالنمو الفكري
لطلابها.
وبنا ًء على ذلك ،فان أصحاب هذه النظرية يوجهون اهتمامهم إلى التمييز بين ما هو جوهري
وما هو غير جوهري في البرامج المدرسية ،وإعادة فحص محتوى المناهج ،وإعادة سلطة
المعلم داخل الحجرة الدراسية ،بحيث يكون ذلك المعلم في مركز العملية التعليمية ،بشرط
أن يكون على قدر كاف من التثقيف والمعرفة العريضة في مجال التعليم ،والفهم العميق
السيكولوجية التلاميذ وعملية التعلم ،والقدرة على نقل الحقائق والمثاليات إلى الجيل
16