Page 18 - بورتويفليو نظريات المنهج (وضحى العتيبي )
P. 18
كما ذكر( ناصر ( ) 2004مدكور ) 389 ، 2006 ،تعتمد هذه النظرية على مايلي:
.1ترى أن معرفة الأشياء هي نسخة طبق الأصل وصورة صحيحة في عقولنا لما هو خارج عنها،
وأن الأشياء في الواقع مطابقة لمظاهرها التي ندركها عن طريق القوي المدركة.
.2ترى أن عالم الواقع يشتمل على جميع الحقائق ومصادرها وهو عالم مستقر و ثابت،
ونستطيع عن طريق التحليل العلمي اكتشاف الحقائق الشاملة الموجودة فيه والمستقلة عن
إدراكنا وهذه الحقائق هي القوانين الطبيعية التي تتحكم في سير الوجود والانسان.
.3ترفض النظرة الثنائية للإنسان وتعتبره كسائر الموجودات الأخر ى.
. 4مصدر القيم العقل وهي ثابتة ،وتحتل القيم العقلية والتجريبية درجة عالية في سلم القيم
لأنها تساعد على التوافق مع الواقع الموضوعي وقوانين الطبيعة لذلك أكدت على ثبات عالم
القيم والاخلاق.
-3الفلسفة الو اقعية المدرسية : Scholastic Realism
تؤمن الفلسفة الواقعية المدرسية ومعظم أنصارها من الرومان الكاثوليك ومن أبرزهم
توماس الإيكوني بان ما جاء على لسان أرسطو من أهمية العقل والتفكير المنطقي هو صحيح
لكنها تضيف إلى ذلك الاهتمام بالوحي الإلهي والإلهام وعلم اللاهوت وهذا يعني أن هذه
الفلسفة تجمع على الاعتراف بكل من الطبيعة والقوة الخارقة لها ممثلة في الإله الذي خلق
الوجود كله إذا فهي فلسفة ثنائية تجمع بين الإله والطبيعة وتضع صفات لكل منهما حيث
تنسب الزمان والمكان والتغير والنمو والحوادث الطبيعية إلى الطبيعة بينما تنسب الأزلية وعدم
التغير وعدم التقيد بالزمان والمكان إلى الإله (اليافعي :1995 ،ص .) 29
والهدف الذي تنشده الفلسفة الواقعية المدرسية في التعليم هو التعلم الذي ينقل
المتعلمويرتفع به إلى الأزلية التي يتمتع بها الإله والوصول إلى هذه الغاية يعتبر نهاية المطاف الذي
لا يتعداه أي إنسان و كلما اتخذ الإنسان من الوسائل التربوية ما يزيد قربه من أزلية الإله كان
أكثر تقدم ًا في الناحية التربوية ولهذا اتصفت بالصفة التقليدية حيث جعلت الغاية النهائية
للتعليم والتعلم إدراك الحقيقة والوصول إلى قدسية الإله و أزليته وذلك ش يء لا يعتريه التغير
ولا شك أن الأزلي الدائم الوجود الذي لا يتبدل ولا يتغير يقف من الأشياء مكان جوهرها
ويستحق إذ ًا الاهتمام التربوي دون سواه مما يحتم ثبات الأهداف التربوية وعدم تغيرها ويحتم
18