Page 182 - merit 50
P. 182

‫العـدد ‪50‬‬                             ‫‪180‬‬

                                ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                      ‫والاختيار العقلاني‪ ،‬التعاون‬
                                                                      ‫والتطوع والتضامن في‬
         ‫وإشباع الاهتمامات‬         ‫الوحيد الذي‪ ‬يواجهنا‪ ،‬إذا‬
           ‫والتطلعات‪ ..‬الخ‪.‬‬         ‫أردنا فع ًل‪ ‬لا قو ًل تنمية‬  ‫شبكات عمل عضوية‪ ‬ليس لها‬
                                                                 ‫غايات ربحية أو أيديولوجية‬
   ‫لا شك أن انخراط الشباب‬              ‫حياتنا المدنية‪ ‬وجعلها‬
 ‫والشابات العرب في مجالات‬           ‫جديرة بالتسمية‪ ‬والقيمة‬           ‫ضيقة‪ .‬والعمل‪ ‬التطوعي‬
‫العمل التطوعي التي تحتاجها‬         ‫والاعتبار‪ ،‬وإذا أردنا بناء‬            ‫المشترك هو الشرط‬
                                 ‫الدولة المدينة الحديثة‪ ،‬دولة‬
      ‫مجتمعاتنا‪ ‬المغلوبة‪ ‬على‬                                    ‫الجوهري لتنمية‪ ‬قيم‪ ‬المجتمع‬
       ‫أمرها‪ ،‬ومنها‪ :‬الرعاية‬          ‫النظام والقانون‪ ،‬دولة‬           ‫المدني‪ ‬الذي نصبو إليه‬
 ‫الاجتماعية والتضامن المدني‬        ‫العدالة والإنصاف وتكافؤ‬
  ‫والانشطة الإنسانية المفيدة‬                                       ‫وننشد تنميته‪ ،‬إنه‪ ‬التنظيم‬
    ‫الهادفة إلى الخير والعدل‬            ‫الفرص‪ .‬إن ضرورة‬           ‫الاجتماعي الذي ينتمي إليه‬
      ‫والجمال؛ سوف يكون‬             ‫العمل‪ ‬التطوعي‪ ‬المشترك‬
    ‫لها‪ ‬نتائج طيبة‪ ‬على المدى‬     ‫بين الشباب‪ ‬العربي‪ ‬لا تنبع‬           ‫الأفراد بإراداتهم الحرة‪،‬‬
   ‫البعيد‪ ،‬فض ًل عن نتائجها‬       ‫فقط من اشتراكهم في ذات‬            ‫وهو يشغل موق ًعا وس ًطا‬
   ‫المباشرة الملموسة في حياة‬     ‫الفئة العمرية‪ ،‬بل من طبيعة‬         ‫بين الأسرة مجال الحياة‬
   ‫الفاعلين‪ ‬الشباب‪ ‬انفسهم‪.‬‬            ‫تلك المشكلات والهموم‬        ‫الخاصة‪ ،‬والسياسية مجال‬
   ‫وبالنظر إلى جوهر العلاقة‬          ‫والتطلعات والاهتمامات‬          ‫الحياة العامة والرسمية‪،‬‬
     ‫والبنية في‪ ‬النسق المدني‬
    ‫التي تستند بالأساس إلى‬                ‫والأحلام والآمال‬            ‫والسوق مجال تنافس‬
    ‫الحرية الواعية والاختيار‬     ‫التي‪ ‬يتقاسمونها ويعانونها‬        ‫المصالح والربح والخسارة‪.‬‬
    ‫العقلاني الفردي للنشاط‬                                       ‫فالمجتمع المدني الذي نسعى‬
   ‫التطوعي التضامني‪ ،‬يمكن‬            ‫مع مجتمعاتهم العربية‬          ‫إلى تنميته هو نمط مختلف‬
‫أن العمل التطوعي التضامني‬             ‫التي تفتك بها‪ ‬الأزمات‬
  ‫للشباب يؤدي دو ًرا وظيفيًّا‬    ‫والشرور والتحديات‪ ،‬وهي‬               ‫من التضامن والنشاط‬
 ‫مه ًّما في تنمية وتأهيل النوع‬  ‫مشكلات وتحديات يستحيل‬                ‫والأهداف والغايات‪ ،‬هنا‬
  ‫الاجتماعي من خلال الآتي‪:‬‬      ‫مواجهتها إلا بتنظيم الجهود‬         ‫يمكن الحديث عن منظمات‬
    ‫‪ -‬منح الشباب والشابات‬         ‫المشتركة والتعاون الفعال‪،‬‬
   ‫فرصة الانخراط في الحياة‬         ‫(واليد الواحدة لا تصفق)‬              ‫ومؤسسات وروابط‬
‫الاجتماعية وممارسة‪ ‬حياتهم‬                                             ‫وفعاليات مدنية سليمة‬
     ‫بأنشطة هادفة ومنظمة‬                ‫ومع الجماعة رحمة‪،‬‬             ‫وصحية وفاعلة‪ ،‬فنحن‬
     ‫وخلاقة‪ ،‬بما يمكنهم من‬           ‫كما أن النشاط المشترك‬        ‫اخترنا الانتماء إلى جمعيتنا‬
   ‫تصريف طاقاتهم الحيوية‬          ‫بالنسبة للشباب‪ ،‬هو حاجة‬
        ‫بطرق سلمية مفيدة‪.‬‬             ‫سيكولوجيه وتربوية‪،‬‬                 ‫بإرادتنا الحرة‪ ،‬ولا‬
                                 ‫فالنشاط التعاوني الجماعي‬            ‫نعير أي أهمية للأصول‬
                 ‫‪ -‬اكتساب‬          ‫المشترك بالنسبة للشباب‪،‬‬
   ‫الشباب‪ ‬والشابات‪« ‬شعور‬         ‫يعد فرصة لا تعوض لتنمية‬                  ‫القرابية والطائفية‬
‫الانتماء إلى مجتمعهم‪ ،‬وتحمل‬         ‫الذات‪ ،‬واكتساب خبرات‬           ‫والسياسية‪ ‬التقليدية‪ ،‬لأننا‬
‫بعض المسؤوليات التي تسهم‬         ‫ومهارات لا يمكن الحصول‬           ‫نؤمن بالمساواة بين الناس‪،‬‬
 ‫في تلبية احتياجات اجتماعية‬
   ‫ملحة‪ ،‬أو خدمة قضية من‬               ‫عليها في الكتب‪ ،‬خبرة‬            ‫وأن لا أحد أفضل من‬
    ‫القضايا التي يعاني منها‬     ‫التعارف والتعاون والتضامن‬          ‫الآخر بالحقوق الأساسية‬
                                                                    ‫المطلقة‪ ،‬حق الحياة‪ ،‬وحق‬
                                 ‫وتجارب‪ ‬مواجهة‪ ‬المشكلات‬             ‫العمل وحق التعبير وحق‬
                                      ‫والانخراط في‪ ‬المجتمع‪،‬‬         ‫المواطنة‪ ،‬وتكافؤ‪ ‬الفرص‪،‬‬
                                                                 ‫والعمل‪ ‬المشترك بين الشباب‬
                                 ‫وتكوين‪ ‬الصداقات والتعبير‬        ‫ليس خيا ًرا من بين خيارات‬
                                   ‫عن الذات وتنمية القدرات‬
                                                                        ‫أخرى‪ ،‬بل هو الخيار‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187