Page 186 - merit 50
P. 186

‫العـدد ‪50‬‬                           ‫‪184‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

    ‫الجنوب على المصريين الذين‬        ‫عا ًما لم يستطع خلالها أن يبني‬       ‫لقاء لي مع أعمال منى‬           ‫أول‬
  ‫يعيشون فيه‪ ،‬فما بالنا بالمرأة؟‬           ‫مستشفى تعالج المرضى!‬           ‫الشيمي الإبداعية كان‬
 ‫القوانين الصارمة التي فرضتها‬
   ‫العادات والتقاليد‪ ،‬وأبت إلا أن‬      ‫بعدها قرأت مخطوط روايتها‬             ‫مع روايتها “بحجم‬
  ‫تكون نفسها‪ ،‬واضحة وليست‬               ‫«وطن الجيب الخلفي»‪ ،‬أليس‬             ‫حبة عنب”‪ ،‬أظنني‬
‫فاضحة كما تقول في هذا الحوار‪.‬‬      ‫العنوان لافتًا؟ أعتقد أنه لافت كما‬      ‫كتبت عنها وقتها‪ ،‬كنت مأخو ًذا‬
  ‫ولدت منى الشيمي عام ‪1968‬‬            ‫كان عنوان «بحجم حبة عنب»‪،‬‬          ‫بالمقابلة التي صنعتها بين مأساة‬
  ‫بمحافظة قنا‪ ،‬تخرخت من كلية‬            ‫فازت روايتها الثانية بجائزة‬        ‫شخصيتها الرئيسية‪ ،‬الأم التي‬
                                      ‫(كتارا) كما كنت أتوقع‪ ،‬وقتها‬          ‫تدور على المستشفيات لمحاولة‬
    ‫الآثار جامعة القاهرة ‪،1990‬‬       ‫كتبت مقا ًل عنها لم ينشر في أي‬       ‫إنقاذ ابنها من الموت‪ ،‬وبين حالة‬
   ‫وعملت مدرسة لبعض الوقت‪،‬‬         ‫مكان‪ ،‬لأن الرواية تتعرض لليهود‬         ‫الغليان التي كانت تعيشها مصر‬
    ‫أصدرت خمس روايات‪ :‬لون‬           ‫في جزيرة فيلة في ما ٍض سحيق‪،‬‬        ‫في أعقاب (ثورة) ‪ 25‬يناير ‪.2011‬‬
   ‫هارب من قوس قزح ‪،2003‬‬             ‫ولأن الجائزة منحتها (قطر) في‬         ‫أتذكر أن المشهد (الأيقونة) الذي‬
  ‫الأراولا ‪ ،2006‬الكفة الراجحة‬       ‫الزمن الذي كان يعتبرها مارقة!‬       ‫سحرني وقتها كان التقاء الشاب‬
‫‪ ،2009‬بحجم حبة عنب ‪،2014‬‬           ‫والنقطتان كفيلتان بالمنع! ما علينا‪،‬‬        ‫المريض والرئيس (المخلوع)‬
                                    ‫المهم أن هاتين الروايتين كافيتان‬       ‫حسني مبارك في المكان نفسه‪،‬‬
     ‫ووطن الجيب الخلفي‪ .‬ولها‬        ‫–في رأيي المتواضع‪ -‬لتضعا منى‬           ‫المركز الطبي العالمي‪ ،‬ربما كان‬
  ‫أربع مجموعات قصصية‪ :‬وإذا‬           ‫الشيمي بين ُكتَّاب الصف الأول‬      ‫هذا هو اسمه‪ ،‬لا أذكر‪ ..‬اللقاء بين‬
  ‫انهمر الضوء ‪ ،2009‬من خرم‬         ‫في جيلها‪ ،‬خا َّصة أنها كاتبة مثقفة‪،‬‬  ‫الشاب الذي يحتاج إلى رعاية طبية‬
                                      ‫تح َّدت الأوضاع التي يفرضها‬       ‫فائقة‪ ،‬والرئيس الذي حكم ثلاثين‬
      ‫إبرة ‪ ،2009‬رشح الحنين‬
 ‫‪ ،2010‬وصليل الأساور ‪.2014‬‬

                                                                        ‫منى الشيمي‪:‬‬

‫كان لليهود وجود في مصر‪،‬‬
   ‫مثلما كان في كل مكان‬
  ‫في العالم‪ ،‬ليس بالشكل‬
             ‫المكرس له في‬
       ‫المحكية الصهيونية!‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191