Page 233 - merit 50
P. 233

‫‪231‬‬

  ‫سعيد بنكراد‬                                 ‫تيسرون سارج‬                      ‫غير اللفظية‪ ،‬علامات القرب‬
                                                                          ‫والبعد وكذلك حركة الجسد ولغة‬
‫المتلقي‪ ،‬ويستمر عرضها لمدة معينة‬     ‫سرد أحداث‪ ،‬لكن في طياتها يختبئ‬
  ‫كي لا يطالها النسيان ج َّراء الكم‬  ‫منتوج لوسيور باعتباره الموضوع‬                             ‫الزمن(‪.)2‬‬
   ‫الهائل من الرسائل التي يتلقاها‬                                          ‫اللوغو‪« :)Le Logo( :‬يشكل‬
                                           ‫الذي يرغب المرسل أن يبلغه‬       ‫لو ًنا من ألوان التواصل‪ ،‬أحرزه‬
‫المستهلك بشكل يومي؛ وكي لا يمل‬                              ‫للمتلقي‪.‬‬      ‫التطور الحاصل في علم الاتصال‪،‬‬
‫المستهلك من مشاهدة نفس العرض‬                                               ‫يتألف بناؤه من عناصر شكلية‬
 ‫يقوم المرسل بتغيير مشاهد تقديم‬      ‫وبالتالي فالخداع من بين التقنيات‬      ‫ولونية ولسانية وغيرها‪ ،‬جاعلة‬
 ‫المنتوج الواحد‪ ،‬إذ يتم تقديم نفس‬        ‫التي تجعل المرسل يثير المتلقي‬  ‫منه خطا ًبا دا ًّل‪ ،‬وقد جاء في تعريف‬
                                           ‫ويشد انتباهه‪ .‬كما يمكن أن‬      ‫اللوغو أنه‪« :‬علامة ترمز لمؤسسة‬
 ‫المنتج بطرق مختلفة‪ ،‬الشيء الذي‬        ‫يتجلى الخداع في محاولة المرسل‬       ‫أو لمصلحة‪ ،‬تشكل رس ًما مو َّح ًدا‬
   ‫يساعد على إقناع المتلقي وجعله‬                                            ‫يدعى بالمونوغرام»‪ ،‬وفي حديثه‬
      ‫يقبل على القيام بفعل الشراء‬     ‫إيهام المتلقي ببعض المعطيات غير‬      ‫عن الحقول المشكلة للوغو يقول‬
    ‫دون ترد‪ ،‬ويمكن التمثيل لهذه‬         ‫الحقيقية وذلك لتحفيز المستهلك‬      ‫الباحث تيسرون سار ج �‪Tisse‬‬
   ‫الاستراتيجية بعروض الخدمات‬          ‫على القيام بفعل الشراء‪ ،‬وهذا ما‬
                                       ‫تقوم به شركات الاتصالات فيما‬          ‫‪« rons Serge‬نعثر على ثلاثة‬
‫التي تقدمها شركات الهاتف النقال‬        ‫يتعلق بالتعبئة المضاعفة وغيرها‬    ‫حقول فاعلة‪ ،‬حقل معاني بات من‬
   ‫بالمغرب بكل أنواعها‪ ،‬خاصة في‬      ‫من العروض المرتبطة بهذا الجانب‪.‬‬
  ‫الفترة الأخيرة التي اشتدت فيها‬        ‫وبالتالي فالإشهار يحدد أهدافه‬      ‫اهتمامات السيميولوجيا‪ ،‬وحقل‬
                                        ‫وغاياته مسب ًقا‪ ،‬حيث يتم إنتاج‬      ‫التحولات الذي يتطلب حضور‬
‫حدة المنافسة بينها لكسب أكبر عدد‬     ‫لوحة إشهارية قادرة على بلوغ تلك‬     ‫العناصر الحسية والعقلية‪ ،‬وكذلك‬
 ‫من المستهلكين‪ ،‬ويتضح هذا جليًّا‬      ‫الغايات‪ ،‬وهذا ما نجده حاض ًرا في‬
  ‫في المساحة التي تحتلها الرسائل‬      ‫جميع الوصلات‪ ،‬حيث يتم تكرار‬             ‫حقل الاحتواء أي كل أشكال‬
‫الإشهارية الخاصة بهذه الخدمات‪،‬‬        ‫عرض نفس الوصلة بشكل مكثف‬              ‫اللوغو تعمل ك َحا ٍو للتمظهرات‬
    ‫ففي كل لحظة تظهر لنا شركة‬        ‫من أجل ترسيخ مضمونها في ذهن‬
   ‫بعرض جديد وأسلوب جديد في‬                                                                ‫والمؤثرات»(‪.)3‬‬
                                                                        ‫الخداع‪ :‬حيث لا يتم عرض المنتوج‬

                                                                          ‫بشكل مباشر‪ ،‬بل عن طريق خلق‬
                                                                              ‫جو فرجوي أو مشهد معين‪،‬‬

                                                                          ‫مما يجعل القارئ يحاول فهم ما‬
                                                                        ‫يجري‪ ،‬ليكتشف في الأخير أن الأمر‬

                                                                            ‫مرتبط بمنتوج أو خدمة معينة‪،‬‬
                                                                           ‫وهذا ما نجده حاض ًرا في وصلة‬
                                                                        ‫منتوج لوسيور‪ ،‬تبدأ الوصلة بسرد‬
                                                                           ‫قصة رجل مسن توفيت زوجته‬
                                                                           ‫ليجد نفسه وحي ًدا‪ ،‬يدخل الرجل‬
                                                                          ‫مطبخ بيته ليعد وجبة الغداء‪ ،‬بعد‬

                                                                             ‫ذلك تحضر ابنته فيخبرها أنه‬
                                                                            ‫أعد لها وجبة كانت تعجب أمها‬
                                                                           ‫فتصاب بالدهشة‪ ،‬ثم تسأله عن‬
                                                                          ‫كيفية تعلمه لكل هذا‪ ،‬فيجيب أنه‬
                                                                          ‫كان يديم النظر إلى أمها‪ ،‬كل هذه‬
                                                                         ‫المعطيات تبدو عادية لا تخرج عن‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238