Page 237 - merit 50
P. 237
235 ثقافات وفنون
فنون
يتم ربط المنتوج بالتقاليد والعادات إقناع المتلقي بالإقبال على منتوج المستهلك ،وذلك أن كل إنسان لا
الاجتماعية وبالقوة والرشاقة.. بعينه دون غيره من المنتوجات بد أن يحقق مجموعة من الحاجات
وغيرها من الأشياء التي تخرج
المشاكلة له والمنافسة له في السوق. التي تضمن له استمراريته
المنتوج من مجرد إشباع لحاجات فمث ًل عندما نجد رسالة إشهارية واستقراره وأمنه ومكانته
لتزج به في عوالم ثقافية ،حيث تروج لماء معدني طبيعي محدد، الاجتماعية .فالإحساس بالجوع
يصير الاستهلاك بمثابة انتماء فإنها تستند على حاجة الإنسان مث ًل هو الذي يحرك الرغبة في
اجتماعي أو ثقافي. إلى الماء باعتباره مكو ًنا أساسيٍّا الأكل ،وبالتالي يبحث الإنسان عن
إن ترتيب ماسلو للحاجات في الحياة ،فلا يمكن أن تستمر مصدر يشبع به جوعه وحاجته
الإنسانية لم يكن اعتباطيًّا ،بل الحياة دون ماء ،كما جاء في قوله للطعام ،وكذلك العطش هو الذي
جاء حسب أهميتها ،ويمكن تعالى« :وجعلنا من الماء كل شيء يحرك الرغبة في شرب الماء
حي»( ،)9فالإشهار ليس مجرد وغيرها من الحاجات التي تحرك
التعبير عن الحاجات الإنسانية إخبار المتلقي بوجود منتوج جديد الرغبة عند الإنسان في البحث عن
بالشكل الآتي: في السوق يشبع عطشه ،بل يقدم سبل لإشباعها ،وهذا ما يستغله
المنتوج في قالب فني ساحر ،فقد الإشهار لبناء رسالته من أجل
فلا يمكن لأي شخص أن يصل
إلى الكمال ،ولكن عالم الإشهار الكمال
الكماليات
يتحقق فيه الكمال ،حيث لا الحاجة إلى الانتماء
مشاكل ولا صعوبات ولا وجود الحاجة إلى الاستقرار
للمتاعب والمضايقات في العوالم الحاجة إلى الأمن
التي يرسمها الإشهار ،وهذا هو الحاجة إلى البقاء
الحاجة إلى الحياة
ما يجعل الإشهار أكثر فعالية
وإقنا ًعا ،فعالم الكمال لا يوجد إلا
في الإشهار.
تأسي ًسا على ما سبق فإن الخطاب
الإشهاري ينبني على مجموعة
من العوامل التي تتدخل في
عملية الإقناع ،والتأثير في نفوس
المستهلكين ،يكون مدرو ًسا
ومخط ًطا له من قبل ،وذلك استنا ًدا
إلى مجموعة من العوامل التي
يختلط فيها ما هو ذاتي بما هو
موضوعي ،وكذا عدة دراسات
للفئة المستهدفة من أجل تحديد
الخصائص النفسية والاقتصادية
لها ،من أجل صياغة وصلة
إشهارية قادرة على تحقيق
غايتها المتمثلة في تغيير سلوك
المستهلك تجاه الخدمة أو
المنتج المعروض ،وبالتالي
القيام بفعل الشراء