Page 240 - merit 50
P. 240

‫البساتين وتحت سموأل الأشجار‬          ‫المرددات تتحدد أسا ًسا بالجملة‬
       ‫أثناء قيامهن بالنزه خارج‬         ‫الموسيقية‪ ،‬تطول بطولها‬
                 ‫ضواحي فاس‪.‬‬             ‫وتقصر إذا قصرت‪ ،‬وقد تحصر‬
         ‫وأصل تسمية هذا النمط‬          ‫الجملة الشعرية المرددة كما‬

      ‫بالعروبيات يعزى إلى أصله‬       ‫تحصر الجملة الموسيقية بالإيقاع‪،‬‬
  ‫الإنشادي وهو (الربوعي) الذي‬            ‫ولكن أحيا ًنا تصبح المرددة‬
                                        ‫العيطية قاصرة على مجاراة‬
     ‫حرف قلبًا إلى (العروبي)(‪.)5‬‬        ‫الجملة اللحنية واستيعابها‪،‬‬
‫وسميت بالرباعيات لأنها تعتمد في‬          ‫فيضاف إلى المرددات ‪-‬بما‬
 ‫معمارها البنائي مبدئيًّا على أربعة‬        ‫أنها نص زجلي مغنى‪-‬‬
                                        ‫عبارات مثل (هانا وأنا‪ ،‬أيلي‪،‬‬
 ‫أبيات شعرية كما هو الأمر تما ًما‬            ‫أيلي‪ ،‬واهيا‪ ‬واهيا)‪.‬‬
‫بالنسبة لرباعيات الخيام‪ ،‬وأحيا ًنا‬
‫تتجاوز الرباعيات الأشطر الأربعة‬           ‫‪ -‬واصطلا ًحا‪ :‬المرددات هي‬       ‫الموضوع يقتضي الحديث عن‬
  ‫على عادة المغاربة حيث يضيفون‬         ‫المأثورات الكلامية التي ترددها‬       ‫المرددات النسائية في الزوايا‬
                                        ‫النساء خاصة في محافل معينة‬
   ‫شط ًرا في أخر الرباعي يسمونه‬         ‫وبطقوس محددة‪ ،‬وقد تعددت‬        ‫ومقاربة تجليات المرأة والأنوثة في‬
  ‫(التذييلة)‪ ،‬لذلك فعروبيات نساء‬      ‫أنماط المرددات الشعبية النسائية‬   ‫الخطاب الصوفي فاعلة ومنفعلة‪،‬‬
‫فاس أحيا ًنا تتعدى ثمانية تقاطيع‪،‬‬     ‫في المغرب واكتست طابع الإنشاد‬      ‫ولا يتضح ذلك إلا بالحديث عن‬
   ‫كما نجد أشطا ًرا تفوق العشرة‬        ‫أو الغنائية في مناسبات مختلفة‬     ‫مقولة «الحب» باعتبارها قضية‬
‫وأغلبها لا يتعدى الأربعة أشطر(‪.)6‬‬    ‫كعيد المولد النبوي الشريف وليلة‬       ‫جوهرية في التصور العرفاني‬
                                        ‫عاشوراء والأعراس وخرجات‬         ‫عند الصوفية‪ ،‬مما يدفعنا لمقاربة‬
      ‫وتدور موضوعات رباعيات‬                                                 ‫هذه المرددات والوقوف على‬
  ‫نساء فاس حول عواطف النساء‬                      ‫النزهة وغيرها كثير‪.‬‬    ‫بعض أنواعها‪ ،‬وعلاقة الممرددات‬
                                        ‫ومن أبرز المرددات النسوية في‬         ‫الشفاهية النسائية بالزاوية‬
     ‫وأحاسيسهن حيال الرجل أو‬                                                        ‫المغربية بالتصوف‪.‬‬
   ‫الطبيعة‪ ،‬وهذا لا يعني تكريس‬                          ‫المغرب نلفي‪:‬‬
   ‫تنميط هذا الخطاب النسائي‪ ،‬إذ‬                       ‫‪ -1‬العروبيات‪:‬‬       ‫‪ -I‬مفهوم المرددات‬
‫إن جولة في ديوان عروبيات فاس‬             ‫ويطلق عليها أي ًضا الرباعيات‬     ‫الشفاهية النسائية‬
    ‫تشي بغنى وتنوع مواضيعه‪.‬‬             ‫الفاسية‪ ،‬وهي مرددات نسائية‬
   ‫تقول إحدى هذه المرددات التي‬          ‫خالصة ترددها (العيالات) إما‬           ‫وأنماطها‪:‬‬
    ‫تقارن المجتمع الفاسي بقبائل‬           ‫من نظمهن أو محفوظهن(‪.)4‬‬
                                     ‫وارتبط هذا النمط الترديدي بنساء‬    ‫‪ -‬المرددات‪ :‬اسم مفعول من ردد‬
                         ‫عذرة‪:‬‬        ‫فاس حين يتحلقن أيام الربيع في‬             ‫الكلام أي أعاده وكرره‪.‬‬
  ‫حبيناكم محبة فاس وبني عذرة‬

      ‫كيف سمعن لهوى كيف أنو‬
                        ‫مذكور‬

      ‫فارق فمحبتك قانع بالنظرة‬
        ‫ويلا نرمق بهاك نغنم كل‬
                      ‫سرور(‪.)7‬‬
                    ‫‪ -2‬التبراع‪:‬‬

 ‫يعتبر التبراع من أنماط المرددات‬
      ‫الشعبية‪ ،‬فهو إبداع نسائي‬

  ‫شفهي‪ ،‬تعبر به المرأة الحسانية‬
      ‫عن شعورها إزاء الرجل في‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245