Page 230 - merit 50

‫العـدد ‪50‬‬ ‫‪228‬‬

‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬ ‫كل هذا يفتح أمامنا باب‬
‫التساؤلات‪ :‬فكيف نضمن بأي‬
‫بالذكر أن «مورينو» تأثر بأفكار‬ ‫حققها «فرويد» آنذاك؛ مما جعل‬ ‫شكل من الأشكال عدم تعرف‬
‫برجسون ‪ Beregson‬عن الوعي‪،‬‬ ‫أفكاره تنتشر وتطير إلى جميع‬ ‫«مورينو» مسب ًقا ‪-‬أي قبل أن‬
‫والتي ترى «أن النفس هي بالضبط‬ ‫البلدان‪ ،‬يضعنا أمام تصور محدد‬ ‫يلتقي فرويد‪ -‬على أفكار «فرويد»‬
‫قوة تستطيع أن تستمد من ذاتها‬ ‫يتلخص في أن «مورينو» بشكل أو‬ ‫ليقدم عكسها؟ أم أن ما وصل‬
‫بآخر ربما يكون اطلع على أفكار‬ ‫إليه «مورينو» من أفكار فرويدية‬
‫أكثر مما تحتوي هذه الذات‪،‬‬ ‫«فرويد» قبل أن يقابله‪ ،‬ولكننا‬ ‫كان من باب توارد الخواطر؟ أم‬
‫وتستطيع أن تعطي أكثر مما‬ ‫لا نملك دلي ًل واض ًحا على هذا‬ ‫أنها كانت إرهاصات فكرية وصل‬
‫تأخذ‪ ،‬وأن تقدم أكثر مما عندها»‪.‬‬ ‫إليها «مورينو» وتبلورت في نفس‬
‫وبشكل دقيق ومحدد تخبرنا‬ ‫التصور‪.‬‬ ‫الوقت الذي وصلت فيه أفكار‬
‫جميع المصادر بأن «مورينو» قام‬ ‫على أية حال تخبرنا العديد‬ ‫«فرويد» إلى فيينا‪ ،‬وعندما حضر‬
‫عام ‪ 1942‬بتكوين أول جمعية‬ ‫من المصادر؛ بأن هذه الأفكار‬ ‫محاضرات «فرويد» قدم لما هو‬
‫للسيكودراما؛ ثم أنشأ عام ‪1949‬‬ ‫والتدريبات السيكودرامية الخاصة‬ ‫معاكس؟ كلها أسالة ضرورية‬
‫الجمعية الأمريكية للعلاج الجماعي‬ ‫بـ»مورينو» بدأت أثناء مشاهدته‬ ‫خاصة في ظل عدم وجود تأريخ‬
‫للأطفال وهم يلعبون في الحديقة‬ ‫دقيق للعلاج بالفن‪ .‬على أية حال‬
‫والسيكودراما‪.‬‬ ‫في فيينا‪ ،‬ووقتها أدرك أهمية اللعب‬ ‫فإن التأمل في كلام «مورينو»‬
‫وهذا ما سنتعرف عليه في المقالات‬ ‫في التواصل مع الآخرين‪ ،‬والتعبير‬ ‫الذي أورده في مذكراته‪ ،‬مضا ًفا‬
‫عن الذات؛ بل واكتشاف النفس‬ ‫له عنصر الشهرة الواسعة التي‬
‫القادمة؛ كما سنتعرف على‬
‫مواضيع أخرى سبق وأشرت إلى‬ ‫بكل ما فيها من خبايا‪.‬‬
‫ومع الوقت ظهر لنا اللعب كأحدى‬
‫بعضها في هذا المقال‬
‫طرق العلاج بالفن‪ ،‬ومن الجدير‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬كان مصطلح الأمراض العصابية منتشر لفترة طويلة‪ ،‬ولكنه ُهجر بعض الشيء‪ ،‬وحل مكانه مصطلحات أخرى‪ ،‬ويرتبط هذا المصطلح‬
‫بنظرية التحليل النفسي‪ ،‬ولكن عند تشخيص الأمراض النفسية يجب التفرقة بين الأمراض النفسية (العصابية) وهي اضطرابات نفسية عاطفية‬

‫وجدانية ينتج عنها الحزن والضيق واليأس كالقلق‪ ،‬وبين الأمراض العقلية (الذهانية) وهي مرتبطة بالهلاوس العقلية والأوهام والضلالات‬
‫كاضطراب ثنائي القطب‪.‬‬

‫‪ -2‬العميل أو المسترشد؛ لقب يطلق على الفرد الذي يكون في دائرة العلاج النفسي أو في الجلسات النفسية الإرشادية‪.‬‬
‫‪ -3‬علم السيكولوجي أو علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك البشر‪.‬‬

‫‪ -4‬هي إحدى ميكانيزمات الدفاع (حيلة نفسية) وفيها يتم تحويل الطاقة غير المقبولة إلى طاقة مقبولة؛ كأن نفرغ الطاقة الجنسية في لعب‬
‫الرياضة أو ممارسة الموسيقى‪.‬‬

‫‪ -5‬العقدة تنشأ من الكبت‪ ،‬وتحدي ًدا كبت الرغبة الجنسية‪ ،‬وذلك يبدأ منذ مرحلة الطفولة‪.‬‬
‫‪ -6‬الباثوجرافيا؛ هو علم وصف الأمراض‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬سيجموند فرويد‪ ،‬محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي‪ ،‬ت‪ :‬أحمد عزت راجح‪ ،‬م‪.‬محمد فتحي مكتبة الأنجلو المصرية ‪ 1967‬ط‪.3‬‬
‫‪ -2‬الصحة النفسية والإرشاد النفسي‪ .‬قسم الصحة النفسية‪ ،‬كلية التربية جامعة المنيا ‪.2013‬‬

‫‪ -3‬قراءات في سيكولوجية الفئات الخاصة‪ .‬قسم الصحة النفسية‪ ،‬كلية التربية جامعة المنيا ‪.2013‬‬
‫‪ -4‬مصطفى سويف‪ ،‬دراسات نفسية في الإبداع والتلقي‪ .‬الدار المصرية اللبناينة ‪.2000‬‬

‫‪ -5‬صلاي عباس‪ ،‬علاقة الممارسة المسرحية بالعلاج النفسي تقنية السيكودراما أنموذ ًجا‪ .‬مجلة النص المجلد ‪ /9‬العدد‪ )2022( 1 :‬جامعة‬
‫الجيلالي ليابس سيدي بلعباس الجزائر‪.‬‬

‫‪ -6‬المجلة المصرية للدرسات النفسية‪ ،‬العدد ‪ 77‬المجلد الثاني والعشرون‪ ،‬اكتوبر ‪ ،2012‬العلاج بالفن مفهومه وأسسه وأهدافه وفنياته د‪.‬عبد‬
‫المطلب أمين القريطي أستاذ الصحة النفسية والتربية الخاصة جامعة ‪ 6‬اكتوبر‪.‬‬