Page 227 - merit 50
P. 227

‫‪225‬‬            ‫ثقافات وفنون‬

               ‫علم النفس‬

‫سيغموند فرويد‬  ‫حامد عبد السلام زهران‬    ‫جاكوب مورينو‬                        ‫أنه‪ ،‬وفي حدود علمي‪ ،‬لم يظهر لها‬
                                                                               ‫أي دراسات علمية داخل مصر‬
 ‫النفس عمو ًما؛ بتصحيح المعلومة‬          ‫علاج بعض الاضطرابات النفسية‬          ‫تبين لنا دورها في العلاج بالفن؛‬
                   ‫أو بتأكيدها‪.‬‬             ‫العميقة؛ على أن يتم ذلك دون‬           ‫فالعلاج بالموسيقى والمسرح‬

   ‫على أية حال هي دعوة مفتوحة‬             ‫الإفصاح بأي شكل من الأشكال‬        ‫والفن التشكيلي رغم قلة الدراسات‬
   ‫للبدء في عمل دراسات (علمية)‬            ‫عن أي تفاصيل تخص المتدربين‬         ‫عنها؛ إلا أن هناك دراسات علمية‬
    ‫لاستخدام الكتابة الدرامية في‬           ‫«العملاء» الذين دربتهم؛ لتكون‬     ‫سواء كانت ماجستير أو دكتوارة‬
 ‫العلاج النفسي؛ ليكون ذلك فت ًحا‬                                                 ‫أو دراسات تجريبية أو شبة‬
‫علميًّا جدي ًدا لنا‪ ،‬ولأي باحث يو َّفق‬        ‫هذه النقاط إرهاصات عملية‬      ‫تجريبية‪ ..‬إلخ نرتكن إليها؛ لنعرف‬
                                           ‫للعلاج بالكتابة الدرامية؛ لربما‬  ‫من خلالها مدى نجاح هذه الطرق‬
                        ‫في ذلك‪.‬‬           ‫يأتي اليوم الذي أقوم فيه بتنفيذ‬     ‫في تحقيق العلاج النفسي بالفن؛‬
  ‫بعد أن خلصنا قلي ًل من «يونج»‬            ‫دراسة علمية كاملة عن العلاج‬      ‫ولكن هذا لا ينفي وجود محاولات‬
 ‫سأذكر بشكل مقتضب ج ًّدا جز ًءا‬          ‫بالفن مستخد ًما الكتابة الدرامية؛‬       ‫جادة؛ كالمحاضرة التي ألقاها‬
  ‫بسي ًطا من أفكار «أدلر» مؤسس‬          ‫لتصبح أول دراسة مصرية في هذا‬         ‫الدكتور راشد العيسى‪ ‬في جامعة‬
                                         ‫المجال‪ ،‬أو على الأقل تكون دراسة‬        ‫البلقاء في الأردن‪ ،‬وكانت تحت‬
   ‫علم النفس الفردي‪ ،‬والذي هو‬             ‫من ضمن دراسات أخرى‪ ،‬وذلك‬           ‫عنوان «العلاج بال ِشعر”‪ ،‬وتحدث‬
  ‫أي ًضا أحد أبرز تلاميذ «فرويد»‪،‬‬           ‫في حال وجود دراسات علمية‬         ‫فيها عن تجربة شخصية خاضها‬
                                           ‫تناولت دور الكتابة الدرامية في‬       ‫مع إحدى الطالبات التي كانت‬
    ‫واختلف معه أي ًضا؛ حيث قام‬             ‫العلاج بالفن‪ ،‬وهو ما لم أقابله‬      ‫تعاني من التلعثم؛ فكان علاجه‬
 ‫«أدلر» باستبدال الطاقة الجنسية‬         ‫خلال رحلة بحثي‪ ،‬وبالتالي قيامي‬       ‫لها حفظ قصيدة من عشرين بيت‬
  ‫بمركب نقص‪ ،‬واعتقد «ادلر» أن‬           ‫بذكر هذه المعلومة شيء ضروري‬           ‫وقراءتها أمام زميلاتها‪ .‬محاولة‬
                                           ‫ُملح؛ لربما يتنبه أحد المشتغلين‬      ‫أخرى قام بها الكاتب المصري‬
    ‫هذا المركب هو المفسر الوحيد‬         ‫بالعلاج بالفن أو الباحثين المدققين‬    ‫محمد سميح‪ ،‬والذي ق َّدم ورشة‬
 ‫للسلوكيات‪ ،‬ولكن «ادلر» لم يقدم‬             ‫أو المتخصصين في مجال علم‬        ‫عمل تدريبية في مدينة الإسكندرية‬
                                                                             ‫للعلاج بالكتابة‪ ،‬كل هذا بالإضافة‬
   ‫لنا شر ًحا مفص ًل وافيًا متص ًل‬
  ‫متكام ًل عن اللاشعور‪ ،‬وبالتالي‬                                            ‫إلى وجود إرهاصات غربية وعربية‬
                                                                             ‫‪-‬سنذكرها فيما بعد‪ -‬واستكما ًل‬
          ‫فلسنا معنيين به حاليًا‪.‬‬                                              ‫لما ُذكر؛ سأورد كل ملاحظاتي‬
                                                                               ‫التي سجلتها‪ ،‬وكل استنتاجاتي‬
                                                                            ‫التي وصلت إليها من خلال ورش‬
                                                                              ‫عمل الكتابة الدرامية‪ ،‬والتي كان‬
                                                                                 ‫بعضها في حقيقة الأمر عبارة‬
                                                                             ‫عن علاج نفسي بالكتابة الدرامية‬
                                                                               ‫لبعض المسترشدين‪ ،‬ونجح هذا‬
                                                                              ‫الشكل الفني والجنس الأدبي في‬
   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232