Page 222 - merit 50
P. 222

‫العـدد ‪50‬‬                          ‫‪220‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

‫الداخلي‪ ،‬لكن هذا لا يمنع أننا وفي‬   ‫على نفس الخطى أتى من شركة‬               ‫«كن قبي ًحا» النساء والفتيات‬
  ‫الوهلة الأولى ننجذب له‪ ،‬خاصة‬        ‫فيكتوريا سيكرتز ‪Victoria’s‬‬         ‫على «كونهن حقيقيات‪ ،‬وذكيات‪،‬‬
                                       ‫‪ ،Secret‬التي أطلقت خطوط‬           ‫ومتحمسات‪ ،‬وكن صادقات مع‬
                ‫بالنسبة للنساء‪.‬‬                                          ‫أنفسهن‪ ،‬وأي ًضا‪ ..‬كن قبيحات»‪.‬‬
     ‫وفي عصرنا هذا حين أصبح‬         ‫إنتاج جديدة لأنواع أجسام أكثر‬       ‫البحث في ظاهرة «بيتي القبيحة»‬
    ‫التفاعل الافتراضي يطغي على‬       ‫تنو ًعا‪ ،‬عندما تكون ‪Victoria’s‬‬     ‫كسياسة تتبناها بعض الشركات‬
    ‫التفاعل وج ًها لوجه‪ ،‬أصبحنا‬       ‫‪ Secret‬في طليعة الكفاح ضد‬        ‫الرأسمالية حاليًا يكشف عن اتجاه‬
 ‫أكثر حساسية تجاه المظهر‪ ،‬لذلك‬       ‫المظهر ‪-‬حتى وإن كانت شركة‬
     ‫يبدو أن مفاهيم مثل الجمال‬        ‫رأسمالية في الأساس‪ -‬يصبح‬             ‫‪-‬يسيرعلى استحياء‪ -‬لتحدي‬
‫والقبح تتكون حصر ًّيا من المعايير‬  ‫لدى البقية بعض الحماس للحاق‬           ‫المفاهيم التقليدية للجمال‪ ،‬أعجب‬
     ‫المهيمنة على المظهر الجسدي‪،‬‬    ‫بالركب‪ ،‬ليس فقط من الشركات‬
  ‫المشكلة هنا أننا كائنات متطورة‬   ‫الكبرى الهادفة للربح فحسب‪ ،‬بل‬            ‫به الجماهير ونقاد التلفزيون‬
      ‫ولدينا شخصيات متطورة‪،‬‬         ‫حتى من أفراد المجتمع العاديين‪،‬‬     ‫والمستهلكون عمو ًما‪ ،‬لقد تم ربطه‬
      ‫كيف –إذن‪ -‬لا نزال نحتفظ‬       ‫لأن المجتمع الذي يحفل بالجمال‬
  ‫بهذا الميراث الإنساني لاضطهاد‬      ‫بهذا القدر من الهوس سيتكون‬           ‫كجزء من تحول أكبر بعي ًدا عن‬
  ‫القبح‪ ،‬فجميعنا نعرف أن قدرنا‬        ‫داخله سياق اجتماعي يتم فيه‬           ‫الكمال غير الواقعي للعارضة‬
 ‫وتخيلاتنا وأحلامنا مثل مظهرنا‪،‬‬                                           ‫الرفيعة والمغطاة بالرش اللامع‬
    ‫ليست متروكة لنا تما ًما‪ ،‬فقط‬        ‫إلقاء الإهانة للقبيح ضمنيًّا‪،‬‬      ‫وزينة الوجه الكامل‪ ،‬ففي أي‬
   ‫نسعى لتحقيق أقصي استفادة‬          ‫الحل الوحيد هو تغيير القواعد‬
  ‫منها‪ ،‬لذلك من الأفضل أن نعيد‬                                          ‫وقت توجد فيه صور أو منتجات‬
     ‫اختبار تلك المعايير من جديد‬        ‫والممارسات‪ ،‬بل والسياقات‬         ‫تظهر تنو ًعا في المظاهر المقبولة؛‬
                                         ‫أحيا ًنا‪ ،‬وإعطاء الأشخاص‬         ‫هو بحد ذاته أمر إيجابي حتى‬
                ‫الهوامش‪:‬‬            ‫فرصهم التي يستحقونها بغض‬               ‫لو لم تكن «بيتي» ما يمكن أن‬
                                         ‫النظر عن مظهرهم‪ ،‬لأن ما‬          ‫نطلق عليه «القبيح» بأي معيار‬
  ‫‪ -‬رجا عليش‪« :‬لا تولد قبي ًحا»‪،‬‬   ‫يستحقه الأشخاص القبيحون هو‬                               ‫موضوعي‪.‬‬
   ‫مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط (‪،)1‬‬     ‫الاحترام مثل أي شخص آخر‪.‬‬
                                     ‫أخي ًرا‪ ..‬نعرف جمي ًعا أن الحياة‬  ‫لهذا السبب فإن حملة «كن قبي ًحا»‬
          ‫سنة النشر‪:‬غير معلوم‪.‬‬          ‫غير عادلة ‪-‬قد تكون جربت‬         ‫ليست حيلة تسويقية منهم فقط‪،‬‬
      ‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬        ‫ذلك بالفعل‪ -‬لا يوجد شخص لا‬             ‫فهي تشجع على التحرك بقوة‬
      ‫‪ -3‬محمد دوير‪« :‬الموناليزا‬     ‫يضطهد القبيح بقصد أو بدون‪،‬‬            ‫في الاتجاه المعاكس ضد إعطاء‬
‫ومارلين مونرو» مقال على جريدة‬          ‫ومهما كان الأمر مؤس ًفا من‬         ‫أهمية متزايدة للجمال والمظهر‬
      ‫الحوار المتمدين‪ ،‬متاح على‪:‬‬       ‫الناحية الأخلاقية فإن موقف‬          ‫الجسدي والتمييز على أساس‬
‫‪https//:www.ahewar.‬‬                     ‫اليونانيين القدماء يأتي إلينا‬  ‫المظاهر‪ ،‬لأن السياقات التي تعتمد‬
‫‪org/debat/show.art.as-‬‬                  ‫جمي ًعا في شكل طبيعي مرة‬        ‫على الجاذبية الشكلية تكرس من‬
‫=‪p?aid711996‬‬                        ‫أخرى ويتم تمريره‪ ،‬نكتشف في‬           ‫جديد لاضطهاد القبح‪ ،‬إنه قرار‬
                                   ‫بعض الأحيان أن جمال الشخص‬                ‫وا ٍع يتم تطبيقه على مستوى‬
                                        ‫الخارجي يطغي على فساده‬          ‫التفاعلات الاجتماعية‪ ،‬وعلى ذكر‬
                                                                          ‫تغيير القواعد والممارسات فإن‬
                                                                       ‫أحد الأمثلة الإيجابية كذلك للسير‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227