Page 152 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 152

‫العـدد ‪31‬‬                                ‫‪150‬‬

                                     ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬                          ‫(‪ )3‬تح َّدث بلطف‬

 ‫(‪ )4‬نشيد ال ُمهاجر‬                   ‫شيوخ ُمره َقة بفعل المُعاناة‬      ‫تح َّدث بلطف‪ :‬أنت أكبر سنًّا‬
                                                        ‫وال َّزمن‪.‬‬                        ‫من ذلك‬
   ‫في المُدن الأجنبيَّة نأتي إلى‬
                     ‫العالم‬          ‫عيون قديسين ُسم ٌر مشرقة‬           ‫الذي كن َت ُه لزم ٍن طويل؛ أن َت‬
                                                       ‫في رموز‬                                ‫أكبر‬
     ‫ُنس ِّميها وطنا‪ ،‬ما أقصر‬
‫الوق َت للاستمتاع بأسوارها‬           ‫من القرون الوسطى‪ ،‬وحرق‬            ‫من نفسك وما زلت لا تعرف‬
                                     ‫عيون مل َتهبة لوحوش برية‪.‬‬         ‫ما هو الغياب‪ ،‬ال َّذهب‪ ،‬ال ِّشعر‪.‬‬
                 ‫وأبراجها‪.‬‬
‫نسير من ال َّشرق إلى الغرب‪،‬‬          ‫بين أصابعك التقط َت حصى‬            ‫غ َمر ْت المياه الق ِذرة ال ّشارع؛‬
                                          ‫من شاطئ لا جاليري‪،‬‬                       ‫عاصفة قصيرة‬
                 ‫أمام عجلة‬
       ‫قرط الشمس المُلتهبة‪،‬‬           ‫وفجأة شعر َت برقة شديدة‬            ‫ه َّزت هذه المدينة المُس َت ِو َّية‪،‬‬
   ‫والتي من خلالها‪ ،‬كما في‬                              ‫تجاهها‪،‬‬                        ‫المُسترخيَّة‪.‬‬

                  ‫السيرك‪،‬‬            ‫لها ولل َّصنوبر الهش‪ ،‬لجميع‬        ‫ك ُّل عاصفة هي وداع‪ ،‬مئات‬
 ‫أسد مر َّوض يقفز برشاقة‪.‬‬                                ‫اللذين‬                         ‫المُص ِّورين‬

             ‫في مدن غريبة‬               ‫كانوا معك هناك وللبحر‪،‬‬         ‫َيبدون كأ َّنهم يطيرون فوقنا‪،‬‬
‫نتأ َّمل أعمال ال ّسادة القدامى‬      ‫الذي على الرغم من قوته‪ ،‬إلا‬                ‫ويخلِّدون بالفلاش‬

   ‫و‪ ،‬بدون اندهاش نرى في‬                        ‫أنه وحيد للغاية‪.‬‬          ‫ثواني من الخوف وال ُّذعر‪.‬‬
           ‫اللوحات القديمة‬
                                           ‫ر َّقة هائلة‪ ،‬كأننا أيتام‬      ‫أنت تعرف ما هو الحزن‪،‬‬
     ‫وجوهنا‪ .‬كنا موجودين‬              ‫من نفس ال ّدار‪ ،‬بعيدون عن‬                             ‫اليأ ُس‬
‫من قبل‪ ،‬عرفنا كذلك المُعاناة‪،‬‬
                                                 ‫بعضنا البعض‪،‬‬              ‫عنيف يخنق دقات القلب‬
    ‫افت َقدنا فقط للكلمات‪ .‬في‬         ‫ُح ِكم علينا بلحظات زيارات‬                        ‫والمستقبل‪.‬‬
                   ‫الكنيسة‬
                                                        ‫قصيرة‬             ‫بين الغرباء كن َت تبكي في‬
    ‫الأرثوذكسية في باريس‬             ‫في سجون هذا اليوم الباردة‪.‬‬                    ‫مستودع حديث‬
      ‫آ ِخرو ال ّروس البيض‪،‬‬
                                      ‫تح َّدث بلطف‪ :‬لم ت ُعد شا ًّبا‪،‬‬         ‫حيث يتم تداول المال‪،‬‬
    ‫ُشيَّاب‪ ،‬يبتهلون إلى ر ٍّب‪،‬‬       ‫يج ُب أن تتعاقد النَّشوة مع‬              ‫برشاقة‪ ،‬بلا انقطاع‪.‬‬
       ‫أصغر منهم‪ ،‬ومثلهم‪،‬‬
                                                ‫أسابيع الصيّام‪،‬‬          ‫لقد رأي َت فينيسيا وسيينا‪،‬‬
   ‫ضعيف‪ .‬في المدن الأجنبية‬               ‫عليك أن تختار وتذهب‪،‬‬            ‫وعلى اللوحات‪ ،‬في الشارع‪،‬‬
 ‫سنبقى‪ ،‬مثل الأشجار‪ ،‬مثل‬
                                                       ‫تنس ِحب‪.‬‬            ‫فتيات‪ ،‬مادونات صغيرة‬
                  ‫الحجارة‪.‬‬                                                ‫حزينات تتوق إلى أن َت ُك َّن‬
                                       ‫والتح ُّدث بشكل مكثَّف مع‬         ‫فتيات عاديات وترقصن في‬
‫(‪ )5‬أنا في ذكرياتي‬                             ‫سفراء دول جافة‬
                                                                                         ‫الكرنفال‪.‬‬
      ‫اِنسابي‪ ،‬اِنسابي‪ ،‬أَّيتها‬        ‫وبشفتين متش ِّققتين‪ ،‬عليك‬
           ‫ال َّسحابة ال َّرمادية‬                      ‫الانتظار‪،‬‬       ‫لقد رأي َت أي ًضا ُمد ًنا صغيرة‪،‬‬
                                                                                    ‫لا شيء جميل‪،‬‬
      ‫َتتفَّتح زهرة عود ال ّريح‪،‬‬       ‫تحرير رسائل‪ ،‬قراءة ك ُتب‬
      ‫اللاأرشيضء بيعدجماُلعآكن‪،‬بهذه‬        ‫من خمسمائة صفحة‪.‬‬
‫لا شيء يجم ُعك بهذه ال َّسماء‬
                                      ‫تح َّدث بليونة‪ .‬لا تتخلى عن‬
                 ‫بعد الآن‪.‬‬                              ‫ال ِّشعر‪.‬‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157