Page 154 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021

‫العـدد ‪31‬‬ ‫‪152‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬ ‫شمس الضحى ُبراقي‬

‫َت َمُّث ُل الحرب في ال ُمتخَّيل العربي‬
‫تح ُّولات المفهوم من العصر الجاهلي إلى الفترة المعاصرة (‪)1‬‬

‫ترجمة وتقديم ‪:‬‬

‫نبيل موميد‬

‫(المغرب)‬

‫والصلادة والمناعة‪ ..‬إنه بطل‬ ‫نفس الآن يمارس ‪-‬عبر ال ِّشعر‪-‬‬ ‫تقديم‬
‫ضعيف لا حول له ولا قوة؛‬ ‫نو ًعا من الحرب النفسية ضد‬
‫سلاحه الوحيد إيمانه بعدالة‬ ‫الأعداء‪.‬‬ ‫قدمت الكاتبة "شمس الضحى‬
‫قضيته وإحساسه العميق بالذل‬ ‫ومع توالي ال ِح َقب ال ّزمنية‪،‬‬ ‫ُبراقي" في دراستها هذه مقاربة‬

‫والمهانة‪.‬‬ ‫أُسبِغ على مفهوم البطولة الطابع‬ ‫متميّزة للعلاقة الملتبسة بين‬
‫جدير بالذكر أنه على الرغم‬ ‫القومي‪ ،‬أو الوطني‪ ،‬خاصة‬ ‫الإبداع ‪-‬لاسيما الإنتاج ال َكلِمي‪/‬‬
‫من صدور هذه الدراسة سنة‬ ‫في الفترات التي كانت فيها‬ ‫ال ِّشعر‪ -‬والتحولات التي شهدها‬
‫‪ ،2003‬إلا أنها لم تفقد راهنيتها‬
‫بعد؛ بالنظر إلى عمق تحليلها‬ ‫الدول العربية ترزح تحت َن ْير‬ ‫مفهوم الحرب عبر التاريخ‪.‬‬
‫لجوانب العلاقة بين كل من‬ ‫الاستعمار؛ حيث كان البطل‬ ‫ارتبطت البطولة عند العرب‬
‫العرب والغرب‪ ،‬وكذا الإبداع‬ ‫القومي مقاو ًما مناض ًل في‬ ‫بالشعر؛ فالبطل الحقيقي الذي‬
‫ال َكلِمي (لاسيما ال ِّشعر والكتابة‬ ‫اكتملت بطولته هو الذي ُتؤ َّبد‬
‫الصحفية) ومفهوم البطولة‬ ‫سبيل تحرير وطنه وقيادته نحو‬ ‫مآثره عبر قصائد شعرية‪.‬‬
‫عبر التاريخ العربي‪ .‬دون أن‬ ‫َب ِّر الاستقلال‪ .‬غير أن الأمر‬ ‫لذلك‪ ،‬كان للشاعر دور محوري‬
‫ننسى تلك الصرخة التي ختمت‬ ‫سيتغير كلية مع الانتفاضة‬ ‫في المجتمعات ال َق َبلية العربية؛‬
‫بها الكاتبة تحليلها‪ ،‬محاولة‬ ‫بوصفه بوقها الإعلامي الذي‬
‫تنبيه عموم المثقفين إلى وجوب‬ ‫الفلسطينية وأطفال حجارتها‪،‬‬ ‫ُي ِشيد بانتصاراتها و ُيعلي من‬
‫الذين سيؤسسون ‪-‬رفقة‬ ‫شأنها و ُيل ِّمع صورتها‪ ،‬وفي‬
‫الانتحاريين‪ -‬لمفهوم جديد‬

‫للبطل بعي ًدا كل البعد عن القوة‬